للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير مني لكم راجلًا، قالوا: لا نرضى إلا أن تترجّل، فترجّل وهو بين حائط مَرْو والمدينة، فقتِل الحارث وأخوه وبشر بن جرموز وعدّة من فرسان تميم، وانهزم الباقون، وصُلِب الحارث وصَفتْ مَرْو لليمن، فهدموا دور المضريّة، فقال نصر بن سيار للحارث حين قتل:

يا مُدْخِلَ الذلِّ على قومِهِ ... بعْدًا وسُحْقًا لك مِنْ هالِكِ!

شُؤمُكَ أَرْدَى مُضرًا كلَّها ... وغضَّ مِنْ قَومِكَ بالحارِكِ

ما كانتِ الأَزدُ وأَشياعُها ... تطْمَعُ فِي عمرو ولا مالكِ

ولا بَنِي سَعْدٍ إذا أَلجَمُوا ... كُلَّ طِمِرٍّ لونُهُ حالِكِ

ويقال: بل قال هذه الأبيات نصر لعثمان بن صدقة المازنيّ (١).

ذكر الخبر عن مقتل الضحاك الخارجيّ

وفي هذه السنة قُتِل الضحاك بن قيس الخارجي، فيما قال أبو مخنف، ذكر ذلك هشام بن محمد عنه.

ذكر الخبر عن مقتله وسبب ذلك:

ذكر أنّ الضحاك لما حاصر عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بواسط، وبايعه منصور بن جُمْهور، ورأى عبد الله بن عمر أنه لا طاقة له به، أرسل إليه: إن مقامكم عليّ ليس بشيء؛ هذا مروان فسرْ إليه؛ فإن قاتلته فأنا معك، فصالحه على ما قد ذكرت من اختلاف المختلفين فيه.

فذكر هشام، عن أبي مخنف، أن الضحاك ارتحل عن ابن عمر حتى لقيَ مَرْوان بكفَرْتوثَا من أرض الجزيرة، فقتِل الضحاك يوم التقوْا.

وأما أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح، فقال فيما حدثني أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الوهاب بن إبراهيم عنه أن الضّحاك لما قتل عطية الثعلبيّ صاحبَه


(١) هذا الخبر ذكره الطبري من مرويات المدائني الصدوق الأخباري عن زهير بن هنيد (أبي الذيال) وهو صدوق حسن الحديث وفي متن هذه الرواية ما يقوي رواية خليفة السابقة مع مثيلتها (أي رواية الطبري) من هزيمة الحارث ومقتله وانتصار الكرماني مع اليمانية الذين تحالفوا معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>