للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومئة ذكر ما كان فيها من الأحداث]

[ذكر مسير مروان إلى الشام وخلع إبراهيم بن الوليد]

فمما كان فيها من ذلك مسير مروان بن محمد إلى الشأم والحرب التي جرت بينه وبين سليمان بن هشام بعين الجرّ.

ذكر ذلك والسبب الذي كانت عنه هذه الوقعة:

قال أبو جعفر: وكان السبب ما ذكرتُ بعضه؛ من أمر مسير مروان بعد مقتل الوليد بن يزيد إلى الجزيرة من أرمينية، وغلَبته عليها، مظهرًا أنه ثائر بالوليد، منكرٌ قتله، ثم إظهاره البيعة ليزيد بن الوليد بعد ما ولّاه عمل أبيه محمد بن


= الكوفة: ابن أبي ليلى.
المدينة: ولاها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان سعد بن إبراهيم، ثم عزل يزيد عبد العزيز بن عبد الله وولى عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، فعزل سعد بن إبراهيم واستقضى عثمان بن عمر التيمي. [تأريخ خليفة: ٢٤٢].

خلاصة القول في أمير المؤمنين يزيد بن الوليد بن عبد الملك (١٢٦ هـ)
قال الحافظ ابن كثير في وصفه [وهو من سادات بني أمية وكان ينسبُ إلى الصلاح والدّين والورع فبايعه الناس على ذلك] (البداية والنهاية ٧/ ٢٢٠) وقال أيضًا في ترجمته [كان عادلًا، ديّنًا محبًا للخير مبغضًا للشر قاصدًا للحق] البداية والنهاية [٧/ ٢٢٦].
وقد ذكرنا خطبته في قسم الصحيح وتبدو فيها ملامح إصلاحية إلّا أنها جاءت بعد فوات الأوان ونضوج الدعوة العجاسية وكانت الإدارة الأموية للخلافة قد أصيبت بالهرم بعد وفاة هشام بن عبد الملك - يقول العلامة ابن خلدون وربما عند آخر الدولة قوة تتوهم أن الهرم قد ارتفع عنها ويومض ذبالها إيماضة الخمود كما يقع في الذبال المشتعل فإنه عند مقاربة انطفائه يومض إيماضة توهم أنها اشتعال وهي انطفاء فاعتبر ذلك، ولا تغفل سر الله تعالى وحكمته في اطراد وجوده على ما قدّر فيه ولكل أجل كتاب. [المقدمة / ٢٧٥] ويقول الأستاذ يوسف العش رحمه الله: ولقد حاول يزيد بن الوليد وهو يزيد الثالث أن يقوم بالإصلاح كما وعد فأخذ في التقشف وأنقص أعطيات الجند التي كان زاد فيها سلفه فأعادها إلى ما كانت عليه فسماه الناس بالناقص [الدولة الأموية / ٣٠٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>