الشام ألّا يأتوا النساءَ، ولا يمسّهم الماء للغسل إلّا من احتلام، ولا يناموا على الفُرُش حتى يَقْتلوا قَتلَة عثمان، ومَن عرض دونهم بشيء، أو تفنى أرواحُهم، فمكثوا حول القميص سنة، والقميص يوضع كلّ يوم على المنبر ويجلَّلُه أحيانًا فيُلبَسه، وعُلّق في أردانه أصابع نائلة رضي الله عنها (١). (٤: ٥٦٢).
خروج علي بن أبي طالب إلى صِفِّين
١٠٧٢ - حدّثني عبد الله بن أحمد المروزيّ، قال: حدّثني أبي عن سليمان، عن عبد الله، عن معاوية بن عبد الرحمن، عن أبي بكر الهُذَليّ، أن عليًّا لما استَخلف عبدَ الله بن عبّاس على البصرة سار منها إلى الكوفة، فتهيَّأ فيها إلى صِفِّين، فاستشار الناسَ في ذلك، فأشار عليه قوم أن يبعث الجنود ويقيم؛ وأشار آخرون بالمسير، فأبَى إلّا المباشرة؛ فجهّز الناس، فبلغ ذلك معاوية، فدعا عمرو بن العاص فاستشاره. فقال: أمّا إذ بلغك أنه يسير فسِرْ بنفسك، ولا تغبْ عنه برأيك ومَكيدتك. قال: أمّا إذًا يا أبا عبد الله فجهّز الناس، فجاء عمرو فحضّض الناسَ، وضعَّف عليًّا وأصحابَه، وقال: إنّ أهل العراق قد فَرّقوا جمعَهم، وأوهَنُوا شوكتَهم، وفلّوا حدّهم، ثم إنّ أهل البصرة مخالفون لعليّ، قد وتَرهم وقتلهم، وقد تفانت صَناديدُهم وصناديدُ أهل الكوفة يومَ الجمل، وإنما سار في شرذمة قليلة، ومنهم مَن قد قَتل خليفَتكم؛ فاللهَ اللهَ في حقّكم أن تضيّعوه، وفي دمكم أن تُبطِلوه!
وكتب في أجناد أهل الشام، وعقد لواءه لعمرو، فعقد لوَرْدان غلامِه فيمن عقد، ولابنيه عبدِ الله ومحمد، وعقد عليٌّ لغلامه قَنْبَر، ثم قال عمرو:
هل يُغْنِيَنْ وَرْدانُ عَنّي قَنْبَرَا ... وَتغنِيَ السَّكونُ عنّي حِمْيَرَا