للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتستشبّوه، فتولّوه البصرة! حتى متى يلي هذا الشيخ البصرة؟ ! يعني: أبا موسى؛ وكان وليَها بعد موت عمر ستّ سنين.

قال: فعزله عثمان عنها، وبعث عبد الله بن عامر بن كُرَيز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمه دجَّاجة بنة أسماء السُّلَميّ؛ وهو ابن خال عثمان بن عفان. قال مسلمة: فقدم البصرة، وهو ابن خمس وعشرين سنة، سنة تسع وعشرين (١). (٤: ٢٦٤).

[ذكر الخبر عن سبب عزل عثمان أبا موسى عن البصرة]

٦٩٧ - كتب إليّ السريّ، يذكر: أنّ شعيبًا حدّثه، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: لما ولي عثمان أقرّ أبا موسى على البصرة ثلاث سنين، وعزله في الرابعة، وأمّر على خراسان عُمير بن عثمان بن سعد، وعلى سِجسْتان عبد الله بن عمير الليثِيّ - وهو من كنانة - فأثخن فيها إلى كابُل، وأثخن عمير في خُراسان حتى بلغ فَرْغانة، فلم يدع دُونها كورة إلا أصلحها؛ وبعث إلى مُكْران عبيد الله بن معمر التيميّ، فأثخن فيها حتى بلغ النّهر. وبعث على كَرْمان عبد الرحمن بن غُبَيس؛ وبعث إلى فارس والأهواز نفرًا، وضمّ سَواد البصرة إلى الحصين بن أبي الحُرّ، ثم عزل عبد الله بن عُمَير، واستعمل عبدَ الله بن عامر فأقرّه عليها سنة ثم عزله، واستعمل عاصم بن عمرو، وعزل عبد الرحمن بن غُبَيس، وأعاد عديّ بن سُهيل بن عديّ.

ولما كان في السنة الثالثة؛ كفر أهل إيذج والأكراد، فنادَى أبو موسى في الناس، وحضّهم وندَبهم؛ وذكر من فضل الجهاد في الرُّجلة؛ حتى حمل نفر على دوابهم، وأجمعوا على أن يخرجوا رجالًا. وقال آخرون: لا والله لا نعجل بشيء حتى ننظر ما صنيعه؟ فإن أشبه قولُه فعلَه؛ فعلنا كما فعل أصحابنا.

فلمّا كان يومَ خرج؛ أخرج ثَقَله من قصره على أربعين بغلًا، فتعلقوا بعنانه، وقالوا: احملنا على بعض هذه الفضول، وارغب من الرُّجلة فيما رغبتنا فيه، فقنّع القوم حتى تركوا دابّته ومضى، فأتوا عثمان، فاستعفوْه منه، وقالوا: ما


(١) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>