كلّ ما نعلم نحبّ أن نقوله، فأبْدلنا به، فقال: مَن تحبّون؟ فقال غَيْلان بن خَرَشة: في كلِّ أحد عوَض من هذا العبد الذي قد أكل أرضنا، وأحيا أمر الجاهلية فينا، فلا ننفك من أشعريّ كان يعظّم مُلكه عن الأشعرين؛ ويستصغر ملك البصرة، إذا أمّرت علينا صغيرًا كان فيه عِوَض منه، أو مهتَرًا كان فيه عوَض منه؛ ومَن بين ذلك من جميع الناس خير منه.
فدعا عبدَ الله بن عامر، وأمّره على البصرة، وصرف عُبيد الله بن معمر إلى فارس، واستعمل على عمله عُمير بن عثمان بن سعد. فاستعمل على خراسان في سنة أربعِ أُمَين بن أحمر اليَشْكريّ، واستعمل على سِجِسْتان في سنة أربع عمران بن الفصيل البرجميّ، وعلى كَرسان عاصم بن عمرو، فمات بها، فجاشت فارس، وانتقضت بعُبَيد الله بن معمر، فاجتمعوا له بإصطخر، فالتقوْا على باب إصطخر، فقتل عبيد الله وهزِم جنده؛ وبلغ الخبر عبد الله بن عامر، فاستنفر أهلَ البصرة؛ وخرج معه الناس، وعلى مقدّمته عثمان بن أبي العاص، فالتقوا هم وهم بإصطخر، وقتل منهم مقتلة عظيمة لم يزالوا منها في ذلّ؛ وكتب بذلك إلى عثمان؛ فكتب إليه بإمْرة هرِم بن حسان اليشكريّ، وهَرِم بن حيّان العبديّ من عبد القيس، والخرّيت بن راشد من بني سامة، والمِنْجَاب بن راشد، والتّرجُمان الهُجَيميّ، على كُوَر فاس، وفرّق خراسان بين نفر ستة: الأحنف على المرْوَين، وحبيب بن قرّة اليربوعيّ على بَلْخ - وكانت مما افتتح أهل الكوفة - وخالد بن عبد الله بن زهير على هَراة، وأُمَيْن بن أحمد اليشكريّ على طُوس، وقيس بن الهيثم السُّلميّ على نيسابور - وهو أول من خرج - وعبد الله بن خازم، وهو ابن عمه. ثم إن عثمان جمعها له قبل موته؛ فمات وقيس على خُراسان، واسىتعمل أمَين بن أحمر على سِجستان، ثم جعل عليها عبد الرحمن بن سَمُرة - وهو من آل حبيب بن عبد شمس؛ فمات عثمان وهو عليها؛ ومات وعمران على كرْمان - وعمير بن عثمان بن سعد على فارس، وابن كِندير القشيريّ على مُكْران (١). (٤: ٢٦٤/ ٢٦٥ / ٢٦٦).
٦٩٨ - وقال عليّ بن محمد: أخبرنا عليّ بن مجاهد عن أشياخه، قال: