للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليشكريّ، فولَّاه خُراسان، وبلغ ابنَ الكوّاء ذلك فقال ما قال (١). (٥: ٢١٣).

حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ، قال: لما ضعف ابن عامر عن عمله، وانتشر الأمر بالبصرة عليه، كتب إليه معاوية يستزيره، قال عمر: فحدّثني أبو الحسن: أنّ ذلك كان في سنة أربع وأربعين، وأنه استخلف على البَصرة قيسَ بن الهيثم، فقَدِم على معاوية، فردّه على عمله، فلما ودّعه قال له معاوية: إني سائلك ثلاثًا، فقل: هنّ لك. قال: هُنَّ لك، وأنا ابن أمّ حكيم، قال: تردّ عليّ عملي، ولا تَغضَب، قال: قد فعلت؛ قال: وتهب لي مالَكَ بعَرَفة؛ قال: قد فعلت. قال: وتهب لي دُورَك بمكة؛ قال: قد فعلتُ، قال: وصلَتْك رَحِم! قال: فقال ابن عامر: يا أميرَ المؤمنين! إني سائلك ثلاثًا فقل: هنّ لك؛ قال: هُنّ لك، وأنا ابن هند؛ قال: تردّ عليّ مالي بعَرَفة، قال: قد فعلت، قال: ولا تُحاسب لي عاملًا، ولا تتّبع لي أثرًا. قال: قد فعلت، قال: وتُنكِحني ابنتك هندًا؛ قال: قد فعلت.

قال: ويقال: إنّ معاوية قال له: اخِترْ بين أن أتتبّع أثرك وأحاسبَك بما صار إليك، وأردّك إلى عمَلك، وبين أن أسوّغك ما أصبت، وتعتزل، فاختار أن يسوِّغه ذلك ويَعتزل (٢). (٥: ٢١٣/ ٢١٤).

[استلحاق معاوية نسب زياد ابن سمية بأبيه]

وفي هذه السنة استلحق معاويةُ نسبَ زياد بن سميّه بابيه أبي سُفيان فيما قيل.

حدّثني عمرُ بن شبّه، قال: زعموا: أنّ رجلًا من عبد القيس كان مع زياد لمّا وفد على معاوية، فقال لزياد: إنّ لابن عامر عندي يدًا، فإن أذنتَ لي أتيتُه، قال: على أن تحدّثني ما يجري بينَك وبينَه؛ قال: نعم، فأذن له فأتاه، فقال له ابن عامر: هيه هيه! وابن سميّة يقبّحُ آثاري، ويعرّض بعُمّالي! لقد هممتُ أن آتيَ بقَسَامة من قريش يَحلفون أنّ أبا سُفيان لم يرَ سُمية؛ قال: فلما رجع سأله زياد، فأبى أن يُخبره، فلم يَدَعْه حتى أخبره، فأخبر ذلك زيادٌ معاويةَ، فقال معاوية لحاجبه: إذا جاء ابن عامر فاضرب وجهَ دابّته عن أقصى الأبواب، ففعل ذلك


(١) إسناده مرسل ضعيف.
(٢) إسناده معضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>