للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السفهاء، ففَسَدت البصرةُ بسبب ذلك أيّامَ عمله بها لمعاوية، فحدثني عُمر بن شبّة، قال: أخبرنا يزيد الباهليّ، قال: شكا ابنُ عامر إلى زياد فسادَ الناس وظهور الخُبث، فقال: جرِّد فيهم السيف، فقال: إني أكرَه أن أصلِحهم بفسادِ نفسي (١). (٢١٢: ٥).

حدّثني عمر، قال: قال أبو الحسن: كان ابن عامر ليّنًا سهلا، سهلَ الولاية، لا يعاقِب في سلطانه، ولا يقطع لصًّا، فقيل له في ذلك؛ فقال: أنا أتألّف الناس، فكيف أنظر إلى رجل قد قطعتُ أباه وأخاه! (٢) (٥: ٢١٢).

حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ، قال: حدّثنا مَسلَمة بن محارب، قال: وفد ابن الكوّاء - واسم ابن الكوّاء: عبد الله بن أبي أوفَى - إلى معاوية، فسأله عن الناس، فقال ابن الكَوّاء: أمّا أهل البَصرة فقد غلب عليها سُفهاؤها، وعاملُها ضعيف، فبلغ ابن عامر قولُ ابن الكَوّاء، فاستعمل طُفيل بن عوف اليشكريّ على خُراسان، وكان الذي بينه وبين ابن الكوِّاء متباعدًا، فقال ابن الكَوّاء: إن ابن دَجاجة لقليلُ العلم فيَّ، أظَنَّ أنّ ولاية طُفيل خُراسانَ تسوءني! لَودِدت أنه لم يبق في الأرض يشكريٌّ إلا عاداني، وأنه ولّاهم. فعزل معاوية ابن عامر، وبعث الحارث بن عبد الله الأزديّ. قال: وقال القَحذميّ: قال ابن عامر: أيّ الناس أشدّ عداوةً لابن الكؤاء؟ قالوا: عبد الله بن أبي شيخ، فولّاه خُراسان؛ فقال ابن الكوّاء ما قال (٣). (٥: ٢١٣/ ٢١٢).

وذكر عن عمر عن أبي الحسن، عن شيخ من ثقيف، وأبي عبد الرحمن الأصبهانيّ: أنّ ابن عامر أوفد إلى معاوية وَفدًا، فوافقوا عنده وفدَ أهل الكوفة، وفيهم ابن الكوّاء اليشكريّ، فسألهم معاوية عن العراق وعن أهل البصرة خاصّة؛ فقال له ابن الكَوّاء: يا أميرَ المؤمنين، إنّ أهل البَصرة أكَلَهم سفهاؤهم، وضَعُف عنهم سلطانهم. وعَجَّز ابنَ عامر وضعَّفه. فقال له معاوية: تَكلَّمُ عن أهلِ البصرة وهم حضور! فلما انصرف الوفد إلى البَصرة بَلّغوا ابنَ عامر ذلك، فغضِب، فقال: أيّ أهلِ العراق أشَدّ عداوةً لابن الكَوّاء! فقيل له: عبد الله بن أبي شيخ


(١) إسناده معضل.
(٢) إسناده معضل.
(٣) إسناده مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>