للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجَرْميّ، قال: مرّ بي واللهِ الأشترُ فأقبلتُ معه، واجتمع إليه ناسٌ كثير، فأقبك حتى رجع إلى المكان الذي كان به الميمنة، فقام بأصحابه، فقال: شدّوا شَدّة، -فِدىً لكم عمّي وخالي! - تُرضُون بها الربّ، وتُعِزّون بها الذين، إذا شَددتُ فشُدّوا، ثم نزل فضرب وجهَ دابَّته، ثم قال لصاحب رايته: قدّم بها، ثم شَدّ على القوم، وشَدّ معه أصحابُه، فضرب أهل الشأم حتى انتهى بهم إلى عسكرهم؛ ثم إنهم قاتلوه عند العسكر قتالًا شديدًا، فقتل صاحب رايته، وأخَذ عليّ - لمَا رأى من الظفر من قِبَله - يَمُدّه بالرّجال (١). (٥: ٤٧).

١١٣٥ - حدّثني عبد الله بن أحمد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سليمان قال: حدّثني عبد الله، عن جويرية، قال: قال عمرو بن العاص يوم صفين لوَرْدان: تدري ما مَثلي ومَثلك! مثل الأشقر إنْ تقدّم عُقِر، وأن تأخّر نُحِر، لئن تأخَّرتَ لأضربنّ عنقك، ائتوني بقيد، فوضعه في رجليه فقال: أما والله يا أبا عبد الله لأورِدنك حياضَ الموت، ضع يدك على عاتقي، ثم جعل يتقدم وينظر إليه أحيانًا، ويقول: لأورِدنّك حياضَ الموت (٢). (٥: ٤٧/ ٤٨).

[ما روي من رفعهم المصاحف ودعائهم إلى الحكومة]

١١٣١ - قال أبو مخنف: حدّثني عبد الرحمن بن جُندَب الأزديّ عن أبيه: أنّ عليًّا قال: عبادَ الله! امضُوا على حقكم وصِدقكم قتالَ عدوّكم، فإن معاوية، وعمرَو بن العاص، وابنَ أبي مُعيط، وحبيب بن مَسلمة، وابن أبي سرْح، والضحّاك بن قيس، ليسوا بأصحاب دِين ولا قرآن، أنا أعرَف بهم منكم، قد صحبتُهم أطفالًا، وصحبتهم رجالًا، فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال، ويْحَكم! إنهم ما رفعوها، ثم لا يرفعونها ولا يعلمون بما فيها، وما رفعوها لكم إلا خديعةً ودَهْنًا ومَكيدة، فقالوا له: ما يسعنا أن نُدْعَى إلى كتاب الله عزّ وجلّ فنأبى أن نَقبله؛ فقال لهم: فإنِّي إنما قاتلتُهم ليدينوا بحكم هذا الكتاب، فإنَّهم قد عصَوا الله عز وجلّ فيما أمَرَهم ونسُوا عهدَه، ونبذُوا كتابه. فقال له مِسْعر بن فَدَاكيّ التميميّ، وزيد بن حصين الطائيّ ثم السَّنْبِسيّ في عصابة معهما من القرّاء


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>