للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: بلى، نقبل ما فيها، رفعنا هذا القتال عنّا وهذه الحرب إلى أجل أو إلى حين. فرفعوا المصاحفَ بالرّماح وقالوا: هذا كتاب الله عزّ وجلّ بيننا وبينكم، مَن لثغور أهل الشام بعد أهل الشام! ومَن لثغور أهلِ العراق بعدَ أهل العراق! فلما رأى الناس المصاحفَ قد رفعتْ، قالوا: نجيب إلى كتاب الله عزّ وجلّ وننيب إليه (١). (٥: ٤٥/ ٤٦/ ٤٧/ ٤٨).

١١٢٧ - قال أبو مخنف: حدّثني أبو بكر الكنديّ: أن عبد الله بن كعب المراديّ قتل يوم صفينَ، فمرّ به الأسوَدُ بن قيس المراديّ، فقال: يا أسوَد، قال: لبّيك! وعرفه وهو بآخر رَمَق، فقال: عزّ والله عليّ مصرَعُك، أما والله لو شهدتك لآسيتك، ولدافعتُ عنك، ولو عرفت الذي أشعرك لأحببتُ ألّا يتزايل حتى أقتله أو ألحق بك، ثم نزل إليه فقال: أما والله إن كان جارُك ليأمن بوائقَك، وإن كنتَ لَمِن الذاكرين اللهَ كثيرًا، أوصِني رحمك الله! فقال: أوصيك بتقوى الله عز وجلّ، وأن تُناصحَ أمير المؤمنين، وتقاتل معه المحِلّين حتى يظهر أو تلحق بالله. قال: وأبلغه عنَي السلام، وقل له: قاتِل عن المعركة حتى تجعلَها خلْفَ ظهرك، فإنه من أصبح غدًا والمعركة خلف ظهره كان العاليَ، ثمّ لم يلبث أن مات، فأقبل الأسود إلى عليّ فأخبره، فقال: رحمه الله! جاهد فينا عدوّنا في الحياة، ونصح لنا في الوفاة.

قال أبو مخنف: حدّثني محمد بن إسحاق مولى بني المطّلب: أنّ عبد الرحمن بن حنبل الجُمحيّ، هو الذي أشار على عليّ بهذا الرأي يوم صِفّين (٢). (٥: ٤٦).

١١٢٨ - قال هشام: حدّثني عَوانة، قال: جعل ابن حَنْبل يقول يومئذ:

إنْ تَقتلوني فأنا ابْنُ حنبَلْ ... أنا الذي قدْ قلتُ فيكم نعْثلْ (٣)

(٥: ٤٦).

١١٢٩ - قال أبو مخنف: عن أبي جناب الكلبيّ، عن عُمارة بن ربيعة


(١) إسناده تالف وفي متنه نكارة.
(٢) إسناده تالف وفي متنه نكارة.
(٣) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>