وفي هذه السنة أمر إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس أبا مسلم - وقد شخص من خُراسان يريده حتى بلغ قومِس - بالانصراف إلى شيعته بخراسان، وأمرهم بإظهار الدعوة والتسويد (١).
وفي هذه السنة غلب خازم بن خُزَيمة على مروَرُوذ، وقتل عامل نصر بن سيّار الذي كان عليها؛ وكتب بالفتح إلى أبي مسلم مع خُزَيمة بن خازم.
ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر عليّ بن محمد أن أبا الحسن الجُشميّ وزهير بن هُنيد والحسن بن رَشيد أخبروه أن خازم بن خزيمة لما أراد الخروج بمرْوَرُوذ أراد ناس من تميم أن يمنعوه، فقال: إنما أنا رجل منكم، أريد مَرْو لعلي أن أغلب عليها، فإن ظفرتُ فهي لكم، وإن قُتلت فقد كفيتكم أمري. فكفّوا عنه، فخرج فعسكر في قرية يقال
(١) هكذا أرّخ الطبري لأول ظهور علني للدعوة العباسية بخراسان على يد أبي مسلم وبأمر من إمام هذه الدعوة إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين وكذلك أرّخ خليفة لهذا الظهور الذي كان متزامنًا مع وصول عبد الله الهاشمي إلى خراسان منهزمًا وملاحقًا من قبل عامر بن ضبارة - القائد الأموي - الذي أرسله والي العراق ابن هبيرة بأمر من مروان الخليفة - وتزامن هذا الظهور أيضًا مع اقتتال الوالي على خراسان نصر بن سيّار وخصمه الكرماني فكان توقينًا مناسبًا لظهور الدعوة العباسية بعيدًا عن مركز الخلافة قال خليفة وحدثني محمد بن معاوية قال حدثني بيهس بن حبيب الرام قال ظهر أبو مسلم في رمضان سنة تسع وعشرين ومئة فجلس عبد الله بن معاوية وأخويه [تأريخ خليفة / ٤١٣]. وأخرج خليفة [مقتل شيبان وظهور أبي مسلم الخراساني وخبر قتال الكرماني] قال إسماعيل بن إسحاق ثم أتى إلى صيمرة ثم أتى جزيرة أبركاوان ثم عبر إلى عمان فقتل بها وكتب ابن هبيرة إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد الله بن معاوية الهاشمي فلقيه بإصطخر ومعه أخواه الحسن ويزيد ابنا معاوية فهزمه ابن ضبارة حتى أتى خراسان وقد ظهر أبو مسلم في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومئة فحبس الهاشمي وإخوته [تأريخ خليفة / ٣٩٨] وكذلك أرخ الحافظ ابن كثير لظهور الدعوة العباسية [البداية والنهاية ٨/ ١١٩ ولقد أورد الطبري تفاصيل في ذلك عن المدائني عن شيوخه (أبهم أسماءهم ولم نجد عند خليفة أو غيره من المؤرخين المتقدمين الثقات) ما يؤيد روايات الطبري تلك فوضعنا بعضها في قسم المسكوت عنه وأخرى في قسم الضعيف ففي متونها نكارات واضحات والله أعلم. =