بينما يذكر أبو عبيدة أنه انسحب إلى شهرزور وقد اختلفت كلمة أصحابه ويكتفي بهذا بينما ينسب الطبري إلى بعض الأخباريين أن شيبان هرب إلى أرض فارس حتى وصل إلى جزيرة ابن كاوان وأخيرًا إلى عُمان حيث قتله هناك جلندى بن مسعود بن جيفر الأزدي وتتحدث هذه الروايات عن معارك في واسط وعين التمر والضراة والنخيلة. وهي تتفق تقريبًا على المقاطع الرئيسة وتختلف في تفاصيل يسيرة لا تضر، وهذه روايات متعددة المصادر تؤيد بعضها بعضًا في كثير من التفاصيل ... وليس في متونها نكارة (على ما نعلم) ويؤيدها كذلك مصدر تأريخي آخر مؤلفه إمام ثقة ومحايد لم يُعْرف بميله إلى طرف دون آخر ألا وهو خليفة بن خياط إذ قال: وفي هذه السنة (١٢٩ هـ) وجه ابن هبيرة عامر بن ضبارة من مرة غطفان إلى شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعد أن انحاز شيبان عن مروان فوجه شيبان الجون الشيباني فالتقوا بالسن ففتل الجون وأصحابه فانحدر شيبان إلى شهرزور فكتب مروان إلى ابن ضبارة لا تقاتله وكلما ارتحل من منزل فانزله وجعل يتفرق عليه أصحابه حتى أتى ماه. (مقتل شيبان وظهور أبي مسلم الخراساني وخبر قتال نصر الكرماني) قال إسماعيل بن إسحاق ثم أتى إلى صميرة ثم أتى جزيرة أبركاوان ثم عبر إلى عمان فقتل بها وكتب ابن هبيرة إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد الله بن معاوية الهاشمي فلقيه بإصطخر ومعه أخواه الحسن ويزيد ... إلخ [تأريخ خليفة ٢/ ٣٩٨] وقد ذكر ابن كثير هذه المعارك باختصار معتمدًا على الطبري [البداية ٨/ ١٨].