للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= على القتال وتحرك جيش الخلافة على محورين الأول بقيادة والي العراق ابن هبيرة الذي دحر الخوارج وفلولهم في الكوفة وذلك بأمر من الخليفة مروان بن محمد الذي كان يقود الجناح الآخر من جيوش الخلافة قرب الموصل وما أن صدرت الأوامر إلى ابن هبيرة حتى اتجه صوب الكوفة (هكذا تتفق هذه الروايات) وهي تتفق أيضًا على أن المثنى بن عمران العائذي كان على الكوفة من قبل شيبان فهزم جيشه وقتل وكانت الأوامر تأتيه من شيبان الذي نزل الموصل وعسكر على شاطئ دجلة ثم تتفق الروايات على أن شيبان الخارجي وبعد معارك طاحنة أصبح بين فكي كماشة فابن هبيرة أرسل إليه جيشأ بقيادة عامر بن ضُبارة الذي تقدم من الجنوب نحو الموصل بينما مروان وجيشه بين يديه بالقرب من الموصل فاضطر شيبان إلى الانسحاب هكذا تتفق هذه الروايات - وهي تتفق جميعًا على انسحاب شيبان وهزيمته ثم مقتله، إلّا أنها تختلف في مسار انسحابه والبلد الذي قتل فيه فمخلد بن محمد يحكي أنه انسحب إلى فارس ثم مع فلٍّ إلى البحرين حيث قتل هناك، بينما يذكر أبو مخنف أن الأمر انتهى بشيبان أن يصل إلى جيرفت (كرمان) وأخيرًا سجستان حيث هلك سنة ١٣٠ هـ بعد مطاردة طويلة من ابن ضُبارة (عامر).
بينما يذكر أبو عبيدة أنه انسحب إلى شهرزور وقد اختلفت كلمة أصحابه ويكتفي بهذا بينما ينسب الطبري إلى بعض الأخباريين أن شيبان هرب إلى أرض فارس حتى وصل إلى جزيرة ابن كاوان وأخيرًا إلى عُمان حيث قتله هناك جلندى بن مسعود بن جيفر الأزدي وتتحدث هذه الروايات عن معارك في واسط وعين التمر والضراة والنخيلة. وهي تتفق تقريبًا على المقاطع الرئيسة وتختلف في تفاصيل يسيرة لا تضر، وهذه روايات متعددة المصادر تؤيد بعضها بعضًا في كثير من التفاصيل ... وليس في متونها نكارة (على ما نعلم) ويؤيدها كذلك مصدر تأريخي آخر مؤلفه إمام ثقة ومحايد لم يُعْرف بميله إلى طرف دون آخر ألا وهو خليفة بن خياط إذ قال: وفي هذه السنة (١٢٩ هـ) وجه ابن هبيرة عامر بن ضبارة من مرة غطفان إلى شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعد أن انحاز شيبان عن مروان فوجه شيبان الجون الشيباني فالتقوا بالسن ففتل الجون وأصحابه فانحدر شيبان إلى شهرزور فكتب مروان إلى ابن ضبارة لا تقاتله وكلما ارتحل من منزل فانزله وجعل يتفرق عليه أصحابه حتى أتى ماه. (مقتل شيبان وظهور أبي مسلم الخراساني وخبر قتال نصر الكرماني) قال إسماعيل بن إسحاق ثم أتى إلى صميرة ثم أتى جزيرة أبركاوان ثم عبر إلى عمان فقتل بها وكتب ابن هبيرة إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد الله بن معاوية الهاشمي فلقيه بإصطخر ومعه أخواه الحسن ويزيد ... إلخ [تأريخ خليفة ٢/ ٣٩٨] وقد ذكر ابن كثير هذه المعارك باختصار معتمدًا على الطبري [البداية ٨/ ١٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>