للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[أمر أموال هوازن وعطايا المؤلفة قلوبهم منها]]

٢٦٥ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة قال: حدّثني محمد بن إسحاق، قال: حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: أتى وفدُ هوازِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجِعْرانة، وقد أسلموا، فقالوا: يارسولَ الله، إنَّا أصلٌ وعشيرة؛ وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامننْ علينا مَنّ الله عليك! فقام رجل من هوازن -أحدُ بني سعد بن بكر، وكان بنو سعد هم الذين أرضعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقال له زهير بن صُرَد، وكان يكنى بأبي صُرَد، فقال: يا رسولَ الله؛ إنّما في الحظائر عمّاتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفُلْنك! ولو أننا ملَحْنا للحارث بن أبي شمر أو للنعمان بن المنذر، ثم نزل منّا بمثل ما نزلتَ به، رجوْنا عطْفه وعائدته، وأنت خير المكفولين! ثم قال:

امنُن عَلينا رسولَ اللهِ في كَرَمٍ ... فإنَّكَ المرْءُ نرْجُوه ونَدَّخِرُ

امننْ علَى بَيضةٍ قد عاقَها قدرٌ ... مُمَزَّقٌ شَمْلُهَا، في دهرِهَا غِيَرُ

في أبيات قالها، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أبناؤكم ونساؤكم أحبُّ إليكم أم أموالكم؟ فقالوا: يا رسولَ الله؟ خيَّرتنَا بين أحسابنا وأموالنا، بل تردّ علينا نساءنا وأبناءَنا فهم أحبّ إلينا، فقال: أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم؛ فإذا أنا صلّيت بالناس، فقولوا: إنا نستشفع برسول الله إلى المسلمين، وبالمسلمين


= وقد بين ابن كثير بعد إيراده هذا الحديث عن الإمام أحمد أن السميط راويه ... وهم في مدة الحصار (البداية والنهاية ٤/ ٣٥٦). اهـ. كلام العمري.
قلنا: وعند رجوعنا إلى كلام ابن كثير (إيراده لحديث أحمد) وجدنا تعقيب الحافظ ابن كثير كالآتى:
وفيه (أي رواية أحمد) من الغريب قوله: أنهم كانوا يوم هوازن ستة آلاف وإنما كانوا في اثني عشر ألفًا، وقوله: إنهم حاصروا الطائف أربعين ليلة وإنما حاصروها قريبًا من شهر ودون العشرين ليلة فالله أعلم (البداية والنهاية ٣/ ٦٣٨).
قلنا: ولعل العمري أشار إلى موضع آخر لاختلاف النسخة التي اعتمدنا عن النسخة التي اعتمدها ولعل الحافظ قال هذا في كتابه الفصول في سيرة الرسول أو غير ذلك، وما رواه مسلم أصح من بقية الروايات (في مدة الحصار) والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>