للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى رسول الله في أبنائنا ونسائنا؛ فسأعطيكم عند ذلك، وأسأل لكم؛ فلمّا صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر، قاموا فتكلّموا بالذي أمرهم به، فقال رسول الله: أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله. قال الأقرع بن حابس: أمّا أنا وبنو تميم فلا، وقال عُيينة بن حصن: أمّا أنا وبنو فَزارة فلا، [و] قال عباس بن مرداس: أمّا أنا وبنو سليم فلا، قالت بنو سليم: ما كان لنا فهو لرسول الله.

قال: يقول العباس لبني سليم: . وهّنتموني! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أمّا مَنْ تمسّك بحقه من هذا السبي منكم فله بكلّ إنسان ستّ فرائض من أوّل شيء نُصيبه، فرَدّوا إلى الناس أبناءهم ونساءهم (١). (٣: ٨٦/ ٨٧).


(١) حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هذا أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٤٨٨) وأحمد (٢/ ١٨٤) ولفظه:
(شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وجاءته وفود هوازن، فقالوا: يا محمد إنا أصل وعشيرة فمُنَّ علينا منَّ الله عليك فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال: "اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم" قالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا، نختار أبناءنا، فقال: "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صليت الظهر فقولوا: إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسائنا وأبنائنا".
قال: ففعلوا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت الأنصار مثل ذلك، وقال عيينة بن بدر: أما ما كان لي ولبني فزارة فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت لحيان: كذبت! ! بل هو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس: ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن تمسك بشيء من الفيء فله علينا ستة فرائض من أول ما يفيء الله علينا".
ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون: اقسم علينا فيئنا بيننا، حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال: "يا أيها الناس، ردوا عليّ ردائي فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم ثم لا تلقوني بخيلًا ولا جبانًا ولا كذوبًا".
ثم دنا من بعيره فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصبعيه السبابة والوسطى ثم رفعها فقال: "يا أيها الناس: ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط، فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارًا ونارًا وشنارًا".
فقام رجل معه كبة من شعر فقال: إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر فقال: "أما =

<<  <  ج: ص:  >  >>