للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المستجدة يومها - فقد قال الخطيب البغدادي: كان أصحاب أبي حنيفة الذين يذاكرونه أبو يوسف وزفر وداود الطائي وعلي بن مسهر ... إلخ.
وكانوا يخوضون في المسألة فإن لم يحضر عافية قال أبو حنيفة لا ترفعوا المسألة حتى يحضر عافية، فإذا حضر عافية فإن وافقهم قال أبو حنيفة أثبتوها) [تأريخ بغداد / ١٢/ ٣٠٨] قلت وهذا مجلس واحد فقط يضم هذه الكوكبة من العلماء فما بالك بعشرات المجالس وأخيرًا: فإن المجتمع الإسلامي يومها لم يكن مجتمع ملائكة بل كان مجتمعًا مسلمًا ملتزمًا لم يخلُ من العصاة والفسقة والملاحدة وكانت الفضيلة في ذلك المجتمع قاعدة والرذيلة شاذة ونتيجة لدخول أقوام مختلفة في الإسلام وبِخلفيات عقائدية مختلفة بقيت آثارها في نفوسِ بعضهم فقد ظهرت فرق ضالة كثيرة كالراوندية والمانوية وغيرها وخاصة في أطراف الخلافة ونتيجة للحركة العلمية والفكرية القوية وحرية البحث استغل بعض الشعوبيين وضعاف النفوس جوّ العدل وحرية إبداء الرأي فأظهروا الزندقة والإلحاد ونتيجة للرخاء الاقتصادي.
فقد اهتمّ بعض المترفين بالطرب والشعر الماجن وغير الهادف إلَّا أن ذلك بقي فرديًا ولم يكن سمة بارزة من سمات المجتمع الإسلامي كما يصوره صاحب كتاب الأغاني وهو شعوبي مبتدع صَبَّ جام حقده على ذلك الجيل الفاضل فَشَوَّه صورة المجتمع تشويهًا شنيعًا.
وكذلك لم يخلُ المجتمع الإسلامي آنذاك من شعراء مدّاحين متملقين يقولون ما لا يفعلون ولكن الشعراء الملتزمين كانوا متواجدين في الساحة وقد أدى جوّ الالتزام العام إلى توبة بعض الشعراء من مجونهم والله أعلم بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>