للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيشًا، فأخذوا للمخْزوميّ مركبين فيهما مالٌ وسلاح.

وفيها أخذ روميّ بن حَسنج ثلاثة نفر من قُوّاد الفراغنة، يقال لأحدهم: صديق، والآخر طخشي، وللثالث طُغَان، فقيدهم، وجرح صديق جراحات وأفلت.

وفيها كان وثوب خَلف صاحب أحمد بن طولون في شهر ربيع الأول منها بالثغور الشأمية - وهو عامله عليها - بيازمان الخادم مولى الفتح بن خاقان فحبسه، فوثبت جماعة من أهل الثَّغر بخلَف، وتخلّصوا يازمان، وهرب خلف، وتركوا الدّعاء لابن طولون، ولعنوه على المنابر؛ فبلغ ذلك ابنَ طولون، فخرج من مصر، حتى صار إلى دمشق، ثم صار إلى الثغور الشأميّة، فنزل أذَنة، وسدّ يازمان وأهلُ طَرَسُوس أبوابَها، خلا بابَ الجهاد وباب البحر، وبَثقُوا الماء، فجرى إلى قرب أذَنة وما حولها فتحصّنوا بها، فأقام ابن طولون بأذَنة، ثم انصرف فرجع إلى أنطاكيَة، ثم مضى إلى حِمْص ثم إلى دمشق فأقام بها.

وفيها خالفَ لؤلؤ غلام ابن طولون مولاه؛ وفي يده حين خالفه حِمْص وحلب وقِنَّسرين وديار مُضر، وسار لؤلؤ إلى بالس فنهبها، وأسر سعيدًا وأخاه ابني العباس الكلابيّ، ثم كاتب لؤلؤ أبا أحمد في المصير إليه ومفارقة ابن طولون، ويشترط لنفسه شروطًا فأجابه أبو أحمد إلى ما سأله؛ وكان مقيمًا بالرَّقَّة، فشخص عنها، وحمل جماعة من أهل الرافقة وغيرهم معه، وصار إلى قرقيسيا، وبها ابن صفوان العُقَيليّ، فحاربه فأخذ لؤلؤ قْرقِيسيا، وسلّمها إلى أحمد بن مالك بن طوْق، وهرب ابن صفوان، وأقبل لؤلؤ يريد بغداد.

* * *

[ذكر خبر إصابة الموفّق]

وفيها رُمِيَ أبو أحمد الموفّق بسهم، رماه غلام روميّ - يقال له: قرطاس - للخبيث بعدما دخل أبو أحمد مدينتَه التي كان بناها لهدم سورها، وكان السبب في ذلك - فيما ذُكر - أن الخبيث بهبوذ لمّا هلك، طمع الزَّنْج فيما كان بهبوذ قد جمع من الكنوز والأموال، وكان قد صحّ عنده أن ملكه قد حوى مئتي ألف دينار

<<  <  ج: ص:  >  >>