للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحمله رجلان، فكان المخاطب له الحسين، فقال: أنت رئيس القوم؟ فقال: لا؛ إنما أنا رجل منهم؛ طلبت ما طلبُوا، فشتمه الحسين، وقال حرب بن محمد بن عبد الله بن حرب: كذبت، بل أنت رئيس القوم؛ وقد رأيناك تعبِّيهم بباب حرب وفي المدينة وباب الشأم، فقال: ما كنت لهم برأس؛ وإنما أنا رجل منهم؛ طلبت ما طلبوا فأعاد عليه الحسين الشّتم، وأمر بصفعه فصُفع، وأمر بسحبه فسُحب بقيوده إلى أن أُخرِج من الدار، وشتمه كلُّ من لحقه، ودخل طاهر بن محمد إلى أبيه فأخبره خبَره، وحمل عبدان على بغل؛ ومُضِي به إلى الحبس، وحمل ابن الخليل في زورق عُبِرَ به إلى الجانب الشرقيُّ، وصلب؛ وأمر بعبدان فجرِّد وضرب مئة سوط بثمارها، وأراد الحسين قتله، فقال لمحمد بن نصر: ما ترى في ضربه خمسين سوطًا على خاصرته؟ فقال له محمد: هذا شهر عظيم؛ ولا يحلّ لك أن تصنع به هذا؛ فأمر به فصُلِب حيًّا، وحُمِل على سلّم حتى صلِب على الجسر، وربِط بالحبال، فاستسقى بعد ما صُلِب، فمنعه الحسين فقيل له: إن شرب الماء مات، قال: فاسقوه إذًا؛ فسقوْه، فتُرك مصلوبًا إلى وقت العصر، ثم حُبِس؛ فلم يزل في الحبس يومين ثم مات اليوم الثالث مع الظهر؛ وأمر بصلبه على الخشبة التي كان صُلِب عليها ابن الخليل، ودُفع ابن الخليل إلى أوليائه فدُفن.

* * *

[[ذكر الخبر عن خلع المؤيد ثم موته]]

وفي رجب من هذه السنة خَلَع المعتزّ المؤيدَ أخاه من ولاية العهد بعهده (١).

* ذكر الخبر عن سبب خلعه إياه:

كان السبب في ذلك - فيما بلغنا - أنَّ العلاء بن أحمد عامل إرِمينيَة بعث إلى إبراهيم المؤيد بخمسة آلاف دينار ليصلح بها أمره، فبعث ابن فرّخانشاه إليه، فأخذها فأغرى المؤيد الأتراك بعيسى بن فرّخاشاه، وخالفهم المغاربة، فبعث المعتزّ إلى أخويه: المؤيد وأبي أحمد؛ فحبسهما في الجوْسق، وقيّد المؤيد


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>