أرمينية وأذربيجان: ضمهما إلى محمد بن مروان سنة ثلاث وثمانين حتى مات عبد الملك، فعزل محمد بن مروان سنة خمس وثمانين، واستخلف على أرمينية وأذربيجان عبد الله بن حاتم بن النعمان الباهلي، فمات عبد الله، وولى محمد بن مروان عبد العزيز بن حاتم بن النعمان. اليمامة: يزيد بن هبيرة، ثم إبراهيم بن عربي الليثي حتى مات عبد الملك. الصائفة: مالك بن عبيد الله الحنفي ثم ولى ابنه الوليد بن عبد الملك ثم محمد بن مروان بن الحكم، ثم عمرو بن محرز الأشجعي. [تاريخ خليفة بن خياط].
خلافة عبد الملك بن مروان (٧٣ - ٨٦ هـ) قلنا: سبق أن ذكرنا رواية الطبري من طريق شيخه الثقة وهو عمر بن شبة ينقل رأي الأخباري الصدوق المدائني إذ يقول: مات عبد الملك سنة ست وثمانين وكانت ولايته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر وخمسة عشر يومًا [الطبري ٦: ٤١٧] أي أنه عدَّ ولايته المعتبرة من بعد وفاة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه. وقال الخطيب البغدادي في ترجمة عبد الملك بن مروان: فكانت خلافته من مقتل ابن الزبير إلى أن توفي ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر [تاريخ بغداد (١٠: ٣٩١)]. وقال الحافظ ابن كثير: وهو أمير المؤمنين عند ابن حزم وطائفة. قال الذهبي: إن صحت خلافة مروان فإنه خارج على ابن الزبير باغ فلا يصح عهده إلى ولديه إنما تصح إمامة عبد الملك من يوم قتل ابن الزبير. [تاريخ الإسلام ٦٠ - ٨١ هـ: ١٣٣]. ولقد ذكرنا ما جرى من الحوادث الجسام من بعد وفاة معاوية بن يزيد وحتى وفاة الصحابي الجليل أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير الذي حكم الشطر الأكبر من أرض الخلافة مدة سبع سنين. وفي هذه الأسطر القليلة نذكر القارئ الكريم ببعض أعمال الخليفة عبد الملك بن مروان من بعد وفاة ابن الزبير. ولقد ذكرنا آنفًا زيف الروايات التي تذكر أنه أطبق المصحف ساعة توليه الحكم وقال: هذا فراق بيني وبينك وذكرنا أنه من علماء المدينة المعروفين يومها لدى الناس، وأنه حتى آخر أيامه كان يجلس في حلقات العلم، ولا بأس أن نكرر هنا رواية مسلم التي ذكرناها آنفًا. فقد أخرج مسلم عن أبي قزعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول: سمعتها تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: =