لا أرضاه الله! فقال: لا والله فيما أظنّ. وأتاهما رسول أسد فقال: يقول لكما الأمير: قد رأيت موقفكما منذ اليوم وقلة غنائكما جمن المسلمين، لعنكما الله! فقالا: آمين إن عدنا لمثل، هذا، وتحاجزوا يومئذ، ثم عادوا من الغد فلم يلبث المشركون أن انهزموا، وحوى المسلمون عسكرهم، وظهروا على البلاد فأسروا وسبوا وغنموا، وقال بعضهم رجع أسد في سنة ثمان ومئة مفلولًا من الختَّل، فقال أهل خراسان:
قال: وكان أصاب الجند في غزاة الختّل جوع شديد، فبعث أسد بكبشين مع غلام له، وقال: لا تبعْهما بأقلّ من خمسمئة، فلما مضى الغلام، قال أسد: لا يشتريهما إلَّا ابن الشَّخِّير، وكان في المسلخة، فدخل ابن الشّخِّير حين أمسى، فوجد الشاتين في السوق، فاشتراهما بخمسمئة، فذبح إحداهما وبعث بالأخرى إلى بعض إخوانه، فلما رجع الغلام إلى أشد أخبره بالقصة، فبعث إليه أسد بألف درهم.
قال: وابن الشَّخِّير هو عثمان بن عبد الله بن الشِّخّير، أخو مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير الحَرَشيّ. [٧/ ٤٣ - ٤٥].
* * *
[ثم دخلت سنة تسع ومئة ذكر الأحداث التي كانت فيها]
خبر مقتل عمر بن يزيد الأُسيِّديّ
وفيها قتل عمر بن يزيد الأُسيِّديّ؛ قتله مالك بن المنذر بن الجارود.
ذكر الخبر عن ذلك:
وكان سبب ذلك - فيما ذكر - أن خالد بن عبد الله شهد عمر بن يزيد أيام حرب يزيد بن المهلب، فأعجب به يزيد بن عبد الملك، وقال: هذا رجل العراق،
(١) مثل سابقه زاد عليه ما معه: "رجع مكسور الخاطر".