دُرّاعة، فوقف على القاسم فسلم عليه، فقام إليه القاسم فسأله هشام: كيف أنت يا أبا محمد؟ كيف حالك؟ قال: بخير، قال: إني أحبّ والله أن يجعلكم بخير. ورأى في الناس كثرة، فضرب عليهم بعث أربعة آلاف؛ فسمّى عام الأربعة الآلاف.
وفيها استقضى إبراهيم بن هشام محمد بن صفوان الجُمحيّ ثم عزله، واستقضى الصَّلت الكنديّ.
[ذكر الخبر عن الحرب بين اليمانية والمضرية وربيعة](١)
وفي هذه السنة كانت الوقعة التي كانت بين المضرية واليمانية وربيعة بالبَرُوقان من أرض بلْخ.
ذكر الخبر عن سبب هذه الوقعة:
وكان سبب ذلك - فيما قيل - أنّ مسلم بن سعيد غزا، فقطع النّهر، وتباطأ الناس عنه، وكان ممَّن تباطأ عنه البخْتَريّ بن درهم، فلما أتى النّهر ردّ نصر بن سيار وسليم بن سليمان بن عبد الله بن خازم وبلعاء بن مجاهد بن بلعاء العنبريّ وأبا حفص بن وائل الحنظليّ وعُقبة بن شهاب المازنيّ وسالم بن ذؤابة إلى بلْخ، وعليهم جميعًا نصْر بن سيار، وأمرهم أن يخرِجوا النّاس إليه. فأحرق نصر باب البَخْتَريّ وزياد بن طريف الباهليّ، فمنعهم عمرو بن مسلم من دخول بلْخ - وكان عليها - وقطع مسلم بن سعيد النهر فنزل نصر البَرُوقان، فأتاه أهل صَغَانِيَان، وأتاه مسلمة العُقْفاني من بني تميم، وحسان بن خالد الأسديّ، كلّ واحد منهما في خمسمئة، وأتاه سنان الأعرابيّ وزُرْعة بن علقمة وسلمة بن أوس والحجاج بن هارون النميريّ في أهل بيته، وتجمّعت بكْر والأزد بالبَرُوقان، رأسهم البختريّ، وعسكر بالبَرُوقان على نصف فرسخ منهم، فأرسل نصْر إلى أهل بلْخ: قد أخذتم أعطياتكم فالحقوا بأميركم، فقد قطع النّهر، فخرجت مُضَر إلى نصر، وخرجت ربيعة والأزْد إلى عمرو بن مسلم، وقال قوم من ربيعة: إنّ
(١) ذكر الطبري هذا الخبر بلا إسناد (فيما قيل) ولم نجد لهذه الواقعة أصلًا ولو بسند معضل أو منقطع لا عند خليفة ولا غيره من المتقدمين والله أعلم.