للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النَّعم، وخمسًا من السَّبْي، وخمس المال، وجاء به حتى ينزل علي النَّاس بالأنبار؛ وقد مضى فُرات وعُتيبة في وجوههما؛ حتى أغاروا على صِفين وبها النَّمِر وتَغْلب متساندين، فأغاروا عليهم حتى رموا بطائفة منهم في الماء، فناشدوهم فلم يقلعوا عنهم، وجعلوا ينادونهم: الغرق الغرق! وجعل عُتيبة وفرات يذمرُون النَّاس، وينادونهم: تغريق بتحريق -يذكّرونهم يومًا من أيّامهم في الجاهليَّة أحرقوا فيه قومًا من بكْر بن وائل في غَيْضة من الغياض- ثم انكفؤوا راجعين إلى المثنَّى، وقد غرّقوهم.

ولما تراجع الناس إلى عسكرهم بالأنبار وتوافَى بها البعوث والسرايا؛ انْحدرَ بهم المثنَّى إلى الحيرة، فنزل بها. وكانت تكون لعمر رحمه الله العيون في كلّ جيش، فكتب إلى عمر بما كان في تلك الغَزَاة، وبلغه الذي قال عتيبة وفُرات يوم بني تغلب والماء؛ فبعث إليهما فسألهما، فأخبراه أنهما قالا ذلك على وجه أنه مَثَلٌ، وأنهما لم يفعلا ذلك على وجه طلب ذَحْل الجاهليَّة، فاستحلفهما، فحلفا: أنَّهما ما أرادا بذلك إلَّا المثل وإعزاز الإسلام، فصدّقهما وردّهما حتى قدِما على المثنَّى (١). (٣: ٤٧٥/ ٤٧٦).

ذكر الخبر عمَّا هيّج أمر القادسيّة

٢٢٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد بن عبد الله بن سواد بن نُويرة، عن عزيز بن مكنَف التميميّ ثم الأسيْديّ، وطلحة بن الأعلم الحنفيّ، عن المغيرة بن عتيبة بن النَّهاس العِجْليّ، وزياد بن سَرجس الأحمريّ، عن عبد الرحمن بن ساباط الأحمريّ، قالوا جميعًا: قال أهلُ فارس لرُسْتم والفيرزان - وهما على أهل فارس: أين يُذهب بكما! لم يبرح بكما الاختلاف حتى وهَّنتما أهلَ فارس، وأطمعتما فيهم عدوّهم! وإنه لم يبلغ من خطركما أن يقرّكما فارس على هذا الرأي، وأن تعرّضاها للهلَكة؛ ما بعد بغداد وساباط وتكريت إلا المدائن؛ والله لتجتمعان أو لنبدأنّ بكما قبل أن يشمت بنا شامت (٢)! (٣: ٤٧٧).


(١) إسناده ضعيف، وراجع نهاية الأرب للنويري (١٩/ ١٨٨) والاْخبار الطوال للدينوري (ص ١١٦).
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>