للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبيد الله بن محفّز، عن أبيه، قال: قال أهلُ فارس لرستم والمسلمون يمخرون السَّواد: ما تنتظرون والله إلّا أن يُنزلَ بنا ونهلك! والله ما جرّ هذا الوَهَن علينا غيركم يا معاشر القوّاد! لقد فرّقتم بين أهل فارس وثبَّطتموهم عن عدوّهم. والله لولا أنّ في قتلكم هلاكنا لعجَّلنا لكم القتل الساعة! ولئن لم تنتهوا لنهلكنَّكم ثم نهلك وقد اشتفينا منكم (١). (٣: ٤٧٧).

٢٢٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد، قالوا: فقال الفيرزان ورستم لبُوران ابنة كسرى: اكتبي لنا نساءَ كسرى وسراريَّه ونساء آل كسرى وسراريَّهم. ففعلت، ثم أخرجت ذلك إليهم في كتاب، فأرسلوا في طلبهنّ فلم يبقَ منهنّ امرأة إلا أتوْا بها، فأخذوهنّ بالرجال ووضعوا عليهنّ العذاب يستدلونهنّ على ذَكَرٍ من أبناء كسرى، فلم يوجد عندهنّ منهم أحد، وقلن - أو من قال منهنّ: لم يبقَ إلّا غلام يدعى يَزْدَجرْد من ولد شَهْريار بن كسرى، وأمّه من أهل بادوريا، فأرسلوا إليها فأخذوها به، وكانت قد أنزلته في أيام شيرى حين جمعهنّ في القصر الأبيض، فقتل الذّكور، فواعدت أخواله، ثم دلَّته إليهم في زَبيل فسألوها عنه وأخذوها به، فدلتْهم عليه، فأرسلوا إليه فجاؤوا به فملَّكوه وهو ابن إحدى وعشرين سنة، واجتمعوا عليه، واطمأنَّت فارس واستوثقوا وتبارَى الرؤساء في طاعته ومعونته فسمى الجنود لكلّ مسلحة كانت لكسرى أو موضع ثغر، فسمَّى جند الحيرة والأنبار والمسالح والأبُلَّة، وبلغ ذلك من أمرهم واجتماعهم على يَزْدجِرد المثنَّى والمسلمين، فكتبوِا إلى عمر بما ينتظرون ممَّن بين ظهرانيهم، فلم يصل الكتاب إلى عمر حتى كَفر أهل السَّواد؛ مَن كان له منهم عهد ومن لم يكن له منهم عهد، فخرج المثنّى على حاميته حتى نزل بذي قار، وتنزّل الناس بالطَّفّ في عسكر واحد حتى جاءهم كتاب عمر:

أما بعد؛ فاخرجوا من بين ظهري الأعاجم، وتفرّقوا في المياه التي تلي الأعاجم على حدود أرضكم وأرضهم، ولا تَدعَوا في ربيعة أحدًا ولا مُضَر ولا حلفائهم أحدًا من أهل النَّجدَات ولا فارسًا إلا اجتلبتموه؛ فإن جاء طائعًا وإلّا


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>