حَجَر منها في مجلس المَلِك، فأصاب رجلًا فقتَله، ففتح القلعة عَنْوةً، ثم رجع إلى كسّ ونسَف، ثمّ مضى إلى بُخارَى فنزلَ قريةً فيها بيتُ نار وبيتُ آلهة، وكان فيها طَواويس، فسمَّوه مَنزل الطَّواويس، ثمّ سار إلى طرخون بالسُّغْد ليقبِض منه ما كان صالَحه عليه، فلما أشرَف على وادي السُّغد فرأى حُسنَه تمثّل:
وَادٍ خَصِيبٌ عَشيبٌ ظَلَّ يمنَعُهُ ... منَ الأَنِيسِر حذارُ اليوم ذي الرَّهَج
قال: فقَبض من طرخون صُلحه، ثمّ رجع إلى بخارى فمَلّك بُخارى خُذاه غلامًا حَدَثا، وقتل من خاف أن يُضادَّه، ثمّ أخذ على آمُل ثمّ أتَى مَرْوَ.
قال: وذكر الباهِليّون عن بشار بن عمرو، عن رجل من باهِلَة، قال: لم يَفرُغ الناسُ من ضَرْب أبنيَتهم حتى افتتحت القلعة. (٦/ ٤٦٣ - ٤٦٤).
[ولاية خالد بن عبد الله القسري على مكة]
فذكر محمد بن عمر الواقدي أن إسماعيل بن إبراهيم بن عُقْبة حدّثه عن نافع مولَى بني مخزوم، قال: سمعتُ خالدَ بنَ عبد الله يقول:
يا أيها الناس، إنكم بأعظمِ بلادِ الله حُرمة، وهي التي اختار الله من البُلْدان، فَوضَع بها بيتَه، ثم كتب على عباده حَجَّه من استطاع إليه سبيلًا.
أيها الناس، فعليكم بالطاعة، ولزوم الجماعة، وإياكم والشبهات، فإني واللهِ ما أوتَى بأحد يَطعَن على إمامِه إلا صلبتُه في الحرَم، إنّ الله جعل الخلافَة منه بالموضع الذي جَعلَها، فسَلموا وأطيعوا, ولا تقولوا كيْتَ وكَيْت، إنه لا رأيَ قيما كَتَب به الخليفة أو رآه إلا إمضاؤه، واعلموا أنه بلغني أن قومًا من أهل الخلاف يقدمون عليكم، ويقيمون في بلادِكم، فإياكم أن تُنزِلوا أحدًا ممن تعلمون أنه زائغ عن الجماعة، فإني لا أجد أحدًا منهم في منزل أحد منكم إلا هدَمتُ منزله، فانظروا من تنزلون في منازِلكم، وعليكم بالجماعة والطاعة، فإنّ الفُرقة هي البلاءُ العظيم. (٦/ ٤٦٤).
قال محمد بن عمرو: حدّثنا إسماعيلُ بن إبراهيمَ، عن موسى بن عُقْبة عن أبي حَبيبة، قال: اعتمرتُ فنزلتُ دورَ بني أسَد في منازل الزّبير، فلم أشعر إلا به