وفي هذه السنة - فيما زعم بعضهم - وجّه إبراهيم بن محمد الإمام أبا هاشم بُكير بن ماهان إلى خراسان، وبعث معه بالسيرة والوصيّة، فقدم مَرْو، وجمع النقباء ومَنْ بها من الدّعاة، فنعى لهم الإمام محمد بن عليّ، ودعاهم إلى إبراهيم، ودفع إليهم كتاب إبراهيم، فقبلوه ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة، فقدم بها بكير على إبراهيم بن محمد. [٧/ ٢٩٣ - ٢٩٥].
[ذكر خلاف مروان بن محمد على يزيد]
وفي هذه السنة أظهر مَرْوان بن محمد الخلاف على يزيد بن الوليد؛ وانصرف من أرمينيَة إلى الجزيرة، مظهرًا أنه طالبٌ بدم الوليد بن يزيد، فلما صار بحرّان بايع يزيد.
* ذكر الخبر عما كان منه في ذلك وعن السبب الذي حمله على الخلاف ثم البيعة:
حدثني أحمد بن زهير، قال: حدّثنا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد بن يزيد بن هريم، قال: حدثنا أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح مولى عثمان بن عفان - وسألته عما شهد مما حدثنا به فقال: لم أزل في عسكر مَرْوان بن محمد - قال: كان عبد الملك بن مَرْوان بن محمد بن مروان حين انصرف عن غَزاته الصائفة مع الغَمْر بن يزيد بحرّان، فأتاه قتلُ الوليد وهو بها، وعلى الجزيرة عَبْدة بن رباح الغسانيّ عاملًا للوليد عليها، فشخص منها - حيث بلغه قتلُ الوليد - إلى الشام، ووثب عبد الملك بن مَرْوان بن محمد على حرّان ومدائن الجزيرة فضبطها، وولّاها سليمان بن عبد الله بن عُلاثة، وكتب إلى أبيه بأرمينيَة يعلمه بذلك، ويشير عليه بتعجيل السير والقدوم، فتهيّأ مَرْوان للمسير، وأظهر أنه يطلب بدم الوليد، وكره أن يَدَع الثَّغْر معطَّلًا حتى يُحكم أمرَه؛ فوجَّه إلى أهل الباب إسحاق بن مسلم العقيليّ - وهو رأس قيس - وثابت بن نعيم الجذاميّ من أهل فلسطين - وهو رأس اليمن - وكان سبب صحبة ثابت إياه أن مروان كان خلَّصه من حبس هشام بالرُّصافة، وكان مَرْوان يقدُم على هشام المرّة في السنتين، فيرفع إليه أمر الثَّغْر وحاله ومصلحة مَنْ به من جنوده، وما ينبغي أن