ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه، فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد عليها الرسول: لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك. قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إليَّ من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتي، فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذف، حتى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يابن ذات النطاقين. أنا والله، ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطعام أبي بكر من الدواب. وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا: "إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا"، فأما الكذاب فرأيناه، وأمَّا المبير فلا إخالك إلَّا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها. [صحيح مسلم / فضائل الصحابة / ح ٢٢٩/ ٢٥٤٥].