للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٦٥ هـ) مفاوز فكيف علم بقوله: عبد الملك هذه علمًا بأن إسناد الخطيب إلى ابن عائشة لا يخلو من مجهول؟
والرواية الثانية عند الخطيب (١٠/ ٣٩٠) من طريق ثعلب عن ابن الأعرابي.
قال: لما سلم على عبد الملك بن مروان بالخلافة كان في حجره مصحف فأطبقه وقال: هذا فراق بيني وبينك. اهـ.
قليا: وابن الأعرابي لم يدرك الحادثة والراوي عنه ثعلب (مجهول) ولم نجد للخالع ترجمة فأنّى يستقيم هذا الإسناد وكيف نقول بأن هذا الانقلاب حصل في سلوك وشخصية عبد الملك اعتمادًا على هذين الإسنادين المهلهلين؟
ولسنا بصدد الدفاع عن أخطاء عبد الملك بن مروان فالرجل خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا ولكننا في الوقت نفسه ننفي عن التاريخ الروايات المختلفة التي بالغت في ذم بني أمية حتى إنك لا ترى فيهم إمامًا صالحًا يستحق الذكر سوى معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز وليس الأمر كذلك.
وختامه مسك: أسماء بنت أبي بكر والمثل الأعلى للأم المؤمنة.
قلنا: يوم أن كان العالم مبهورًا ببريق الشيوعية وبهرجها الزائف أوائل هذا القرن كان الأدب الروسي يصور لنا صورة لأم تتأثر بابنها الشيوعي الكادح يومًا فيومًا ثم تبدأ الأم بتوزيع منشورات الثورة وقام الأدباء الروس والعرب على حدٍّ سواء يروجون لرواية الأم ومؤلفه الشيوعي مكسيم كوركي.
ولم يكلف الأدباء العرب أنفسهم عناء البحث في تاريخ الإسلام العظيم ليستخرجوا تلك الدرة الثمينة من أعماق بحر التاريخ الإسلامي إنها أم وليست كسائر الأمهات إنها المؤمنة الموحدة الصابرة المكافحة المجاهدة أسماء بنت أبي بكر تعلم أن ابنها محاصر من قبل أعداءه ومحاط بالسيوف والرماح ينتظره جلاد كالطاغية الحجاج فما يكون منها إلَّا أن تحثه على الصبر والجهاد لرفع الظلم وبيع الدنيا مقابل الشهادة أيُّ أمٍّ هذه التي تحث ابنها على الثبات ثم تراه مصلوبًا فلا تولول ولا تشق جيبًا ولا تلطم خدًا؟ ثم تغسل الشلو الممزق بيديها الكريمتين الحانيتين حقًّا إن هذا لتاريخ عقيدة فأين أدعياء العلم والتاريخ الذين تربوا على موائد المستشرقين وكيف يفسرون تصرف هذه الأم وابنها البطل ألاما أعظم مفردات التاريخ الإسلامي، وما أعظم فرية المفترين واختلاق الرواة المجهولين والمتروكين واصطياد الباحثين المرضى في خضم الروايات المكذوبة والموضوعة، والحمد لله على نعمة الإسناد.
وهذه هي الرواية الصحيحة في ذلك:
أخرج مسلم في صحيحه: عن أبي نوفل، رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة، قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى مرَّ عليه عبد الله بن عمر، فوقف عليه، فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب، أما والله لقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>