للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسيرُ قُسْطنطين ملك الرّوم يُريد المسلمين

٩٢٢ - وفي هذه السنة -أعني: سنة خمس وثلاثين- سار قسطنطين بن هِرَقل -فيما ذكر محمد بن عمر الواقديّ عن هشام بن الغاز، عن عبادة بن نسيّ- في ألف مَركب يُريد أرضَ المسلمين، فسقط الله عليهم قاصِفًا من الرّيح، فغرّقهم، ونجا قسطنطين بن هِرَقل، فأتى صِقليّة، فصنعوا له حمّامًا، فدخله، فقتلوه فيه؛ وقالوا: قتلتَ رجالنا (١). (٤: ٤٤١).

ثم دخلت سنة ستّ وثلاثين

تفريق عليّ عمّاله على الأمصار

٩٢٣ - ولمّا دخلت سنة ستّ وثلاثين فرّق عليٌّ عمّالَه؛ فممّا كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: بعث عليٌّ عماله على الأمصار، فبعث عُثمان بن حُنَيف على البصْرة، وعُمارة بن شهاب على الكوفة، وكانت له هجرة؛ وعبيدَ الله بن عباس على اليَمن، وقيسَ بن سعد على مصر، وسهل بن حُنَيف على الشأم؛ فأمَّا سهل فإنه خرج حتى إذا كان بتَبوك لقيته خيلٌ، فقالوا: مَنْ أنت؟ قال: أمير، قالوا: على أيّ شيء؟ قال: على الشأم، قالوا: إن كان عثمان بعثَك فحيَّهلا بك، وإن كان بعثك غيرُه فارجع! قال: أوَما سمعتم بالذي كان؟ قالوا: بلَى؛ فرجع إلى عليّ. وأما قيس بن سعد؛ فإنه لما انتهى إلى أيلَة لقيَتْهُ خيلٌ، فقالوا: مَنْ أنت؟ قال: من فالَّة عثمان، فانا أطلبُ من آوى إليه، وأنتصر به، قالوا: من أنت؟ قال: قيس بن سعد، قالوا: امضِ؛ فمضَى حتى دخل مصرَ، فافترق أهلُ مصرِ فِرَقًا؛ فرقة دخلت في الجمَاعة، وكانوا معه. وفِرْقة وقَفت، واعتزلت إلى خرْبِتَا، وقالوا: إن قُتِل قتَلةُ عثمان فنحن معكم، وإلّا فنحن على جديلتنا؛ حتى نحرّك، أو نصيب حاجتنا. وفرقةٌ قالوا: نحن مع عليّ ما لم يُقِدْ إخواننَا، وهم في ذلك مع الجماعة؛ وكتب قَيْس إلى أمير المؤمنين بذلك. وأمّا عثمان بن حُنَيف؛ فسار فلم يردّه أحدٌ عن دُخول


(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>