للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتح إصطَخر

٢١١ - قال: وقصد عثمان بن أبي العاص لإصطَخر؛ فالتقى هو وأهل إصْطَخر بجُور فاقتتلوا ما شاء الله. ثم إنّ الله عزّ وجلّ فتح لهم جُور؛ وفتج المسلمون إصطَخر، فقتلوا ما شاء الله، وأصابوا ما شاؤوا، وفرّ مَن فرّ؛ ثمّ إن عثمان دعا الناس إلى الجِزاء والذمّة، فراسلوه وراسلهم، فأجابه الهِرْبِذ وكلّ من هرب أو تنحى؛ فتراجعوا وباحوا بالجزاء، وقد كان عثمان لمّا هزم القوم جمع إليه ما أفاء الله عليهم، فخمّسه، وبعث بالخُمس إلى عمر، وقسّم أربعة أخماس المغنم في الناس، وعفّت الجند عن النّهاب، وأدّوا الأمانة، واستدقّوا الدنيا. فجمعهم عثمان؛ ثم قام فيهم، وقال: إنّ هذا الأمر لا يزال مقبِلًا؛ ولا يزال أهله معافين مما يكرهون، ما لم يَغُلُّوا، فإذا غَلُّوا رأوْا ما ينكرون ولم يسدّ الكثير مسدّ القليل اليوم. (٤: ١٧٥).

٢١٢ - كتبَ إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي سُفيان، عن الحسن، قال: قال عُثمان بن أبي العاص يوم إصْطَخر: إنّ الله إذا أراد بقوم خيرًا كفّهم، ووفّر أمانتهم، فاحفظوها؛ فإنّ أوّل ما تفقدون من دينكم الأمانة؛ فإذا فقدتموها جُدِّد لكم في كلّ يوم فقدان شيء من أموركم.


= غل شيئًا جاء به يوم القيامة ولو كان مخيطًا قال: فانطلقت إلى ذلك القميص فنزعته وانطلقت إلى قميصي فجعلت أفتقه حتى والله يا بني جعلت أمزق قميصي توقيًا على الخيط أن يقطع، فانطلقت بالقميص والإبرة والخيط الذي كنت أخذته من المقاسم فألقيته فيها، ثم ما ذهبت من الدنيا حتى رأيتهم يغلون الأسواق، فإذا قلت: أي شيء؟ قالوا: نصيبنا من الفيء أكثر من هذا.
وأخرج خليفة بن خياط قال: حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة أو غيره قال: قطع عثمان والحكم فلقوا شهرك بريستهر فافتتحوها فجاء برأس شهرك رجل من اليحمد يقال له: جديد بن مالك أو مالك بن جديد إلى عثمان بن أبي العاص، فنزلوا توج وابتنوا بها البناء ثم تحوّلوا عنها (تأريخ خليفة / ١٤٢).
وأخرج خليفة بن خياط في تأريخه: عن أبي أسامة قال: أخبرنا العلاء بن المنهال عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: حاصرنا توّج وعلينا مجاشع بن مسعود ففتحناها (تأريخ خليفة / ١٤٢). قلنا: وإن كان هذا الإسناد منقطعًا فقد رواه ابن أبي شيبة موصولًا كما سبق قبل قليل، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>