أخوه حسن بن حسن بن حسن بن عليّ عليهم السلام، فصلّى عليه، ثم مات محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فأخِذ رأسه، فبعث به مع جماعة من الشّيعة إلى خراسان؛ فطافوا في كُورخراسان، وجعلوا يحلفون بالله أنّ هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يوهمون الناس أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن، الذي كانوا يجدون خروجه على أبي جعفر في الرواية. [٧/ ٥٥٠ - ٥٥١].
[ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]
* ذكر الخبر عن مخرج محمد بن عبد الله ومقتله:
ذكر عمر أنّ محمد بن يحيى حدّثه، قال: حدثني الحارث بن إسحاق، قال. لما انحدر أبو جعفر ببني حسن، رجع رياح إلى المدينة، فألحّ في الطلب، وأَخْرج محمدًا حتى عزم على الظهور.
قال عمر: فحدّثت إبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفريّ أن محمدًا أُحرِج، فخرج قبل وقته الذي فارق عليه أخاه إبراهيم، فأنكر ذلك، وقال: ما زال محمّد يُطلَب أشدّ الطلب حتى سقط ابنه فمات وحتى رهقه الطلب، فتدلَّى في بعض آبار المدينة يناول أصحابه الماء، وقد انغمس فيه إلى رأسه، وكان بدنه لا يخفى عِظَمًا؛ ولكن إبراهيم تأخَّر عن وقته لجُدَريٍّ أصابه.
قال: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني الحارث بن إسحاق، قال: تحدّث أهل المدينة بظهور محمد؛ فأسرعنا في شراء الطعام حتى باع بعضهم حليّ نسائه؛ وبلغ رياحًا أنّ محمدًا أتى المذاد، فركب في جنده يريده وقد خرج قبلَه محمد يريده، ومعه جُبَير بن عبد الله السلَميّ، وجُبَير بن عبد الله بن يعقوب بن عطاء وعبد الله بن عامر الأسلميّ؛ فسمعوا سقَّاءَةً تحدّث صاحبتها أنّ رباحًا قد ركب يطلب محمدًا بالمَذَاد، وأنه قد سار إلى السوق، فدخلوا دارًا لجُهينة وأجافوا بابها عليهم، ومرّ رياح على الباب لا يعلم بهم، ثم رجع إلى دار مَرْوان؛ فلما حضرت العشاء الأخيرة صلى في الدار ولم يخرج.