للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٧ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى العُزّى -وكانت بنخلة، وكانت بيتًا يعظّمه هذا الحيّ من قريش وكنانة ومُضر كلها؛ وكانت سَدَنَتُها من بني شيبان، من بني سُلَيم حلفاء بني هاشم- فلما سمع صاحبها بمسير خالد إليها، علّق عليها سيفه، وأسند في الجبل الذي هي إليه فأصعد فيه، وهو يقول:

أَيا عَزَّ شُدِّي شَدَّةً لا شَوَى لها ... على خَالِدٍ ألْقِي القِناعَ وشَمِّرِي

ويا عُزَّ إن لم تَقْتُلي اليومَ خَالدًا ... فَبوئي بإثم عَاجل أو تنصَّري

فلما انتهي إليها خالد هَدمها، ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١). (٣: ٦٥).

٢٤٨ - حدَّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، قال: حدَّثنا أبي. وحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة؛ جميعًا عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عُتْبة بن المغيرة بن الأخنس بن شَرِيق، عن ابن شهاب الزهريّ، عن ابن عبد الله بن أبي حَدْرَد الأسلميّ، عن أبيه عبد الله بن أبي حَدْرد، قال: كنتُ يومئذ في خَيل خالد،


(١) هذا إسناد معضل ولكن أخرج البيهقي من طريق أبي كريب عن ابن فضيل عن الوليد عن جمع عن أبي الطفيل قال: (لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة بعث خالد بن الوليد إلي نخلة وكانت بها العزى فأتاها وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ..... الحديث) دلائل النبوة (٥/ ٧٧) ومن طريق البيهقي أخرجه ابن كثير (٣/ ٥٨٣).
قلنا: وهذا إسناد حسن والله تعالى أعلم.

-[مسير خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن مالك]-
(٣/ ٦٦): لقد ذكرنا روايات الطبري في هذه الغزوة في قسم الضعيف فهي ضعيفة الإسناد وجلها من طريق ابن حميد الرازي وهو ضعيف واتهمه بعض أئمة الحديث بالكذب (إضافة إلى نكارة متونها)، أما ما صح في هذه الغزوة فقد أخرج البخاري في صحيحه من طريق الزهري عن سالم عن أبيه قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلي جذيمة فدعاهم إلي الإسلام فلم يُحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت: والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد (مرتين).
(كتاب المغازي / ح ٤٣٣٩).
والحديث أخرجه أحمد (٢/ ١٥١) والبيهقي في الدلائل (٥/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>