للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزَرَمهر، والهُذيل. فلمَّا أصاب خالد أهل المُصَيَّخ بما أصابَهم به، تقدّم إلى القعقاع وإلى أبي ليلى، بأن يرتحلا أمامَه، وواعدهما اللَّيلة ليفترقوا فيها للغارة عليهم من ثلاث أوجه؛ كما فعل بأهل المُصَيَّخ. ثم خرج خالد من المُصَيَّخ، فنزل حَوْران، ثمّ الرّنْق، ثم الحَمَاة - وهي اليوم لبني جُنادة بن زهير من كلْب - ثم الزُّمَيل؛ وهو البِشْر والثَّنِيّ معه - وهما اليوم شرقى الرُّصافة - فبدأ بالثَّنيّ، واجتمع هو وأصحابه، فبيَّتَه من ثلاثة أوجه بياتًا ومن اجتمع له وإليه، ومن تأشَّب لذلك من الشُّبان؛ فجرّدُوا فيهم السيوف، فلم يُفلِتْ من ذلك الجيش مخبر، واستَبى الشَّرْخ، وبعث بخُمْس الله إلى أبي بكر مع النُّعمان بن عوف بن النعمان الشيبانيّ، وقسّم النَّهْب والسّبَايا، فاشترى عليّ بن أبي طالب عليه السلام بنتَ ربيعة بن بُجَير التغلبيّ، فاتّخذها؛ فولدت له عمر ورُقيّة، وكان الهذيل حين نجا أوى إلى الزُّمَيْل، إلى عتَّاب بن فلان؛ وهو بالبِشْر في عسكر ضخم؛ فبيّتهم بمثلها غارةً شَعْواءَ من ثلاثة أوجه سبقت إليهم الخبر عن ربيعة، فقتل منهم مقتلة عظيمة لم يُقْتَلُوا قبلها مثلها، وأصابوا منهم ما شاؤوا، وكانت على خالد يَمين: "ليبغَتنّ تَغْلِبَ في دارها"؛ وقسّم خالد فيئَهُم في الناس، وبعث بالأخماس إلى أبي بكر مع الصباح بن فلان المزنيّ، وكانت في الأخماس ابنة مُؤذن النَّمَريّ؛ وليلى بنت خالد، وريحانة بنت الهذيل بن هبيرة. ثم عطف خالد من البِشْر إلى الرُّضاب؛ وبها هلال بنُ عَقَّة، وقد ارفضَّ عنه أصحابُه حين سمعوا بدنوّ خالد؛ وانقشع عنها هلال فلم يلق كيدًا بها (١). (٣: ٣٨٢/ ٣٨٣).

حديث الفِرَاض

١٦٥ - ثم قصد خالدُ بعد الرُّضاب وبغتته تغلبَ إلى الفراض - والفراض: تخوم الشأم والعراق والجزيرة - فأفطر بها رمضان في تلك السّفْرة التي اتّصلت له فيها الغَزوات والأيّام، ونُظمنَ نظمًا، أكثرَ فيهنّ الرُّجّاز إلى ما كان قبل ذلك منهنّ.

كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة - وشاركهما عمرو بن محمد؛ عن رجل من بني سعد، عن ظَفَر بن دهي - والمهلَّب بن


(١) إسناده ضعيف، وقد ذكر ابن الجوزي هذين الخبرين (٢٠٢/ ٢٠٣) بلا إسناد (المنتظم ٤/ ١٠٨ - ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>