للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ١٠ - وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٢ / ح ١٥٦٨٢): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب عمّن حدثه أنه لم يُسمع صوت أشد من صوته وهو تحت رايته يوم اليرموك وهو يقول: هذا يوم من أيام الله، اللهم نزل نصرك؛ يعني: أبا سفيان. وهذه الرواية عند الذهبي في تأريخ الإسلام مع بعض الاختلاف في المسند والمتن: إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن المسيب عن أبيه: قال: خمدت الأصوات يوم اليرموك والمسلمون يقاتلون الروم إلّا صوت رجل يقول: (يا نصر الله اقترب! يا نصر الله اقترب! ) فرفعت رأسي فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان (عهد الخلفاء الراشدين / ١٤٠) وكذلك أخرجه الحافظ ابن كثير عن سعيد بن المسيب عن أبيه (البداية والنهاية ٧/ ١٤). والخبر عند يعقوب بن سفيان في المعرفة والتأربخ (٣/ ٣٠٠).
١١ - وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٣ / ح ١٥٦٨٦): ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق قال: لما أسلم عكرمة بن أبي جهل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله والله لا أترك مقامًا قمته لأصد به عن سبيل الله إلّا قمت مثله في سبيل الله، ولا أترك نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلّا أنفقت مثلها في سبيل الله، فلما كان يوم اليرموك نزل فترجل فقاتل قتالًا شديدًا فقتل فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية.
١٢ - وقال الحافظ ابن كثير: وروى أحمد بن مروان المالكي في المجالسة: ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو معاوية عن عمرو عن أبي إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء، فقال هرقل وهو على أنطاكية لما قدمت منهزمة الروم: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم. الذين يقاتلونكم أليسوا بشرًا مثلكم؟ قالوا: بلى. قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافًا في كل موطن. قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني ونركب الحرام، وننقض العهد ونغصب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض. فقال: أنت صدقتني (البداية والنهاية ٧/ ١٦).

خلاصة القول في فتوحات الشام في عهد الخليفة الراشد الأول الصديق رضي الله عنه وأرضاه
قلنا: (المحققان):
- قبل أن نذكر مآثر هذه الفتوحات المباركة، والدور القيادي الذي قام به خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في توجيه القادة وإرسال المدد ورسم المخطوط العريضة والتأكيد على المبادئ الإسلامية في الحروب- نقول: قبل ذلك نودّ أن نتحدث بعض الشيء عن اختلاف المؤرخين في تحديد السنة الهجرية التي كانت فيها واقعة اليرموك الكبرى- فنقول وبالله التوفيق: =

<<  <  ج: ص:  >  >>