قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما كان هذا بعد رجوعه عن الحيرة. وأبو عبيدة كان بالشام في أيام أبي بكر. (مختصر تاريخ دمشق ١/ ١٩٠ - ١٩١). ٨ - أخرج ابن الجوزي: أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا عبد الصمد بن المأمون، أخبرنا ابن حيوية، حدثنا البغوي، حدثنا أبو نصر بن التمار، حدثنا ابن الحكم عن نافع عن ابن عمر قال: بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام ومشى معهم نحوًا من ميلين فقيل: يا خليفة رسول الله، لو انصرفت. فقال: لا. إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمها الله على النار، ثم بدا له الانصراف، فقام في الجيش، فقال: أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تهدموا بيعة، ولا تعقروا نخلًا، ولا تحرقوا زرعًا، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا صبيًّا صغيرًا، وستجدون أقوامًا حبسوا أنفسهم للذي حبسوا أنفسهم له فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستردون بلدا يغدو عليكم ويروح فيه ألوان الطعام فلا يأتيكم لون إلَّا ذكرتم اسم الله عليه. المنتظم في تأريخ الأمم والملوك (٤/ ١١٥ - ١١٦). ٩ - وأخرج ابن الجوزي (تأريخ الأمم والملوك ٤/ ١١٩) وأحممد في المسند (١/ ٤٩) وابن أبي شيبة في المصنف (١٢ / ح ١٥٦٨٠) عن عياض الأشعري قال: (شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، (وليس عياض هذا بالذي حدث عنه سماك) قال: وقال عمر رضي الله عنه: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه، إنه جاش إِلينا الموت واستمددناه. فكتب إلينا: إنه قد جاء في كتابكم تستمدوني، وإني إمدكم على من هو أعز نصرًا وأحضر جندًا، الله عزَّ وجلَّ، فاستنصروه، فإن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني. قال: فقاتلناهم فهزمناهم، وقتلناهم أربعة فراسخ) (وفي مصنف ابن أبي شيبة: في أربعة فراسخ). قال: وأصبنا أموالًا فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة، قال: وقال أبو عبيدة: من يراهنني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنفران وهو خلفه على فرس عربي، واللفظ لابن الجوزي. =