للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وفي رواية: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمهما الله على النار" ثم جعل يوصيهم فقال: أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصرٌ دينه ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تجبُنوا ولا تُفسدوا في الأرض، ولا تعصُوا ما تؤمرون. فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوكم فاقبلوا منهم وكفّوا عنهم: ادعوهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوكم فاقبلوا منهم وكفوا عنهم. ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين. وعليهم ما على المهاجرين. وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين. وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين. فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم، إن شاء الله، ولا تعزقن نخلًا ولا تحرِّقنها، ولا تعقروا بهيمة، ولا شجرة تثمر، ولا تهدموا بيعة، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في أوساط رؤوسهم أفحاصًا، فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله (مختصر تأريخ دمشق ١/ ١٨٨).
٦ - وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن جبير أن أبا بكر الصديق كان جهّز بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - جيوشًا على بعضها شرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، فساروا حتى نزلوا الشام فجمعت لهم الروم جموعًا عظيمة، فحُدِّث أبو بكر بذلك فأرسل إلى خالد بن الوليد وهو بالعراق، وكتب أن انصرف بثلاثة آلاف فارس فأمدّ إخوانك بالشام، والعجل العجل، فأقبل خالد مُغِذًا جوادًا، فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج إلى خُمَير، فوجد المسلمين معسكرين بالجابية، وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له، ففي ذلك يقول قائلهم:
ألا يا اصبحينا قبل خيل أبي بكر ... لعل منايانا قريب وما ندري
فنزل خالد على شرحبيل بن حسنة ويزيد وعمرو فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء. وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين وحمص وما دون ذلك، وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجهًا نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الرومية إلى الناس بمن كان معه (مختصر تأريخ دمشق ١/ ١٨٩ - ١٩٠).
٧ - وأخرج ابن عساكر: حدث أبو عثمان الصغاني شراحيل بن مرثد قال:
بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة، وبعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام. قال: فكنت ممن سار مع خالد إلى اليمامة. فلما قدمنا قاتلنا قتالًا شديدًا وظفرنا بهم. وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب فبعث أبا عبيدة بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>