بسم الله الرحمن الرحيم، من خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى من قرئ عليه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن: سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فإن الله تعالى كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافًا وثقالًا ويجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله. والجهاد فريضة مفروضة. والثواب عند الله عظيم، وقد استنفرنا المسلمين إلى جهاد الروم بالشام وقد سارعوا إلى ذلك. وقد حسُنت في ذلك نيتهم وعظمت حسبتيهم، فسارعوا عباد الله إلى ما سارعوا إليه ولتحسن نيتكم فيه، فإنكم إلى إحدى الحسنيين، إما الشهادة وإما الفتح والغنيمة، فإن الله تبارك وتعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل، ولا يزال الجهاد لأهل عداوته حتى يدينوا بدين الحق ويُقروا بحكم الكتاب. حفظ الله لكم دينكم، وهدى قلوبكم، وزكَّى أعمالكم، ورزقكم أجر المجاهدين الصابرين. وبعث بهذا الكتاب مع أنس بن مالك رضي الله عنه. (مختصر تأريخ دمشق لابن منظور ١/ ١٨١ - ١٨٤) و (تاريخ دمشق لابن عساكر ١/ ١٢٦). ٥ - وأخرج ابن عساكر كذلك عن سعيد بن المسيب أنه قال: لما بعث أبو بكر الجنود نحو الشام: يزيد بن أبي سفيان وعمره بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال: لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودّعهم حتى بلغ ثنيّة الوداع فقالوا: يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان؟ ! فقال: إني احتسبت خُطاي هذه في سبيل الله، =