للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ؛ قال: كان الوليدُ وسليمان وَلِييْ عهدِ عبد الملك، فلما أفْضَى الأمرُ إلى الوليد، أرادَ أن يبايعَ لابنه عبد العزيز ويخلَع سليمان، فأبى سليمان، فأراده على أن يجعَله له من بعدِه، فأبى، فعَرض عليه أموالًا كثيرة، فأبى، فكَتَب إلى عمالِه أن يبايعوا لعبد العزيز، ودعا الناسَ إلى ذلك؛ فلم يُجبه أحد إلا الحجاجَ وقتيبةَ وخواصَّ من الناس، فقال عبَّاد بن زياد: إنّ الناس لا يُجيبونك إلى هذا، ولو أجابوك لم آمَنهم على الغَدْر بابنك، فاكتبْ إلى سليمان فليقدم عليك، فإنّ لك عليه طاعة، فأرِدْه على البَيْعة لعبدِ العزيز من بعده، فإنه لا يقَدِر على الامتناع وهو عندَك، فإنْ أبى كان الناسُ عليه.

فكتب الوليدُ إلى سليمانَ يأمُره بالقدوم، فأبطأ فاعتَزَم الوليدُ على المسير إليه وعلى أن يَخلعَه فأمر الناسَ بالتأهب، وأمر بحُجَره فأخرجتْ فمرض، وماتَ قبل أن يَسير وهو يريد ذلك. (٦/ ٤٩٨ - ٤٩٩).

قال عمر: قال عليّ: أراد الوليد أن يبنيَ مسجدَ دمشق، وكانت فيه كنيسة، فقال الوليد لأصحابه: أقسمتُ عليكم لمَّا أتاني كلّ رجل منكم بِلَبنةِ، فَجعل كلّ رجل يأتيه بِلبَنة، ورجل من أهل العراق يأتيه بلَبِنَتين، فقال له: ممن أنت؟ قال: مِنْ أهل العراق؛ قال: يا أهل العراق، تُفرطون في كلّ شيء حتى في الطاعة! وهَدموا الكنيسةَ وبناها مسجدًا، فلما ولي عمر بنُ عبد العزيز شكَوا ذلك إليه، فقيل: إنّ كل ما كان خارجًا من المدينة افتُتِح عَنْوة، فقال لهم عمر: نردّ عليكم كنيستَكم ونَهدِم كنيسة تُومَا، فإنها فُتِحت عنوة، نبنيها مسجدًا، فلما قال لهم ذلك قالوا: بل نَدَع لكم هذا الذي هَدَمه الوليد، ودَعُوا لنا كنيسةَ تُوما، ففعَل عمرُ ذلك. (٦/ ٤٩٩).

[خلافة سليمان بن عبد الملك]

قال الواقديّ: وكان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم قد استأذن عثمانَ أن ينام في غد، ولا يَجلس للناس ليقوم ليلة إحدى وعشرين، فأذن له، وكان أيوب بنُ سلمة المخزوميّ عندَه، وكان الذي بين أيّوب بن سلمة وبين أبي بكر بن عمرو بن حَزْم سَيئًا، فقال أيوب لعثمان: ألم تَر إلى ما يقول هذا؟ إنما هذا منه رِثاء؛ فقال عثمان: قد رأيتُ ذلك، ولستُ لأبي إن أرسلتُ إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>