غُدوةً ولم أجده جالسًا لأجلدنه مئة، ولأحلقنّ رأسه ولحيته.
قال أيوب: فجاءني أمرٌ أحبه، فعجّلت من السحر، فإذا شَمْعة في الدار، فقلتُ: عَجِل المرّيّ، فإذا رسولُ سليمانَ قد قَدِم على أبي بكر بتأمِيره وعَزْلِ عثمان وحدّه.
قال أيوب: فدخلتُ دارَ الإمارة، فإذا ابنُ حَيّان جالس، وإذا بأبي بكر على كرسيّ يقول للحدّاد: اضربْ في رِجْل هذا الحديدَ، ونظر إليّ عثمان فقال:
آبُوا على أَدبارهم كُشُفًا ... والأَمرُ يَحدُثُ بعده الأَمرُ
(٦/ ٥٠٥).
وفي هذه السنة عَزَل سليمانُ يزيدَ بنَ أبي مسلم عن العراق، وأمّر عليه يزيدَ بهن المهُلَّب، وجعل صالح بن عبد الرحمن على الخَراج، وأمَره أن يَقتُل آل أبي عقيل ويَبسُط عليهم العَذاب، فحدّثني عمرُ بن شَبّة، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: قَدِم صالح العراقَ على الخَراج، ويزيدُ على الحَرْب، فبعث يزيد زيادَ بن المهلب على عُمان، وقال له: كاتبْ صالحًا، وإذا كتبتَ إليه فابدأ باسمه، وأخذ صالح آلَ أبي عُقيل فكان يُعذبهم، وكان يلِي عذابَهم عبدُ الملك بن المهلب. (٦/ ٥٠٦).
* * *
وأما أبو عُبيدة مَعمَر بن المثنى، فإنه قال - فيما حدّثت عنه: كان في الكتاب الأوّل وقيعة في يزيد بن المهلب، وذكرُ غدرِه وكفرِه وقلة شكرِه، وكان في الثاني ثناء على يزيد، وفي الثالث: لئن لم تُقرّني على ما كنتُ عليه وتؤمّنني لأخلعنك خلعَ النَّعل، ولأملأنّها عليك خَيْلًا ورِجالًا، وقال أيضًا: لما قرأ سليمانُ الكتابَ الثالث وضَعه بين مثالَين من المُثُل التي تحتَه ولم يُحِرْ في ذلك مرجوعًا. (٦/ ٥٠٨).
* * *
قال عليّ: وحدّثني بعضُ العَنبريين، عن أشياخ منهم، أنّ تَوْبةَ ابن أبي أسيد العَنْبري، قال: قَدِم صالح العراقَ، فوجّهني إلى قتيبة ليُطلِعني طِلْعَ ما في يده، فصَحِبَني رجل من بني أسد، فسألني عمّا خرجتُ فيه، فكاتمتُه أمري، فإنا لنسير إذا سنَحَ لنا سانح؛ فنظر إليّ رفيقي فقال: أراك في أمر جسيم