بعض: بكير بن وشاح، وزعم مَن قال: كان على خُراسانَ في سنة اثنتين وسبعين عبدُ الله بنُ خازم أنّ عبد الله بن خازم إنَّما قتل بعدما قتل عبد الله بن الزبير، وأنّ عبد الملك إنَّما كتب إلى عبد الله بن خازم يدعوه إلى الدخول في طاعته على أن يُطْعِمه خراسان عشرَ سنين بعدما قتل عبدُ الله بنُ الزُّبير، وبعث برأسه إليه، وأنّ عبد الله بن خازم حَلف لمَّا ورد عليه رأسُ عبد الله بن الزبير ألَّا يُعطيه طاعةً أبدًا، وأنَّه دعا بطست فغَسل رأسَ ابن الزبير، وحَنَّطه وكفَّنه، وصلَّى عليه، وبعث به إلى أهل عبد الله بن الزبير بالمدينة، وأطعم الرسول الكتاب، وقال: لولا أنَّك رسولٌ لضربتُ عنقك، وقال بعضهم: قطع يَديه ورجلَيه وضرَبَ عنقَه. (٦/ ١٧٦ - ١٧٨).
[ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ذكر الكائن الذي كان فيها من الأمور الجليلة]
[خبر مقتل عبد الله بن الزبير]
فمن ذلك مقتَل عبد الله بن الزبير.
* ذكر الخبر عن صفة ذلك:
حدّثني الحارث، قال: حدّثنا محمد بنُ سعد، قال: أخبرنا محمّد بنُ عمر. قال: حدّثني إسحاق بنُ يحيى، عن عُبيد الله بن القبطيَّة، قال: كانت الحرب بين ابن الزّبير والحجَّاج ببطن مكَّة ستَّة أشهر وسبعَ عشرةَ ليْلة.
قال محمَّد بن عمر: وحدّثني مصعب بنُ ثابت، عن نافع مولى بني أسد - وكان عالمًا بفتنة ابن الزبير - قال: حُصِر ابن الزّبير ليلَة هلالِ ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وقتل لسبع عشرة ليلةً خلتْ من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وكان حصرَ الحجَّاج لابن الزبير ثمانية أشهر وسبعَ عشرة ليلة. (٦/ ١٨٧).
حدّثنا الحارث، قال: حدّثنا محمَّد بنُ سعد، قال: أخبرَنا محمَّد بن عمر: قال: حدّثني إسحاقُ بنُ يحيى، عن يوسفَ بن ماهَك، قال: رأيتُ المَنجنيقَ يُرمَى به، فرعدت السماء وبرقت، وعلا صوتُ الرّعد والبرق على الحجارة،