قال: ومضى ابن الزبير حتى أتى مكة وعليها عمرو بن سعيد، فلما دخل مكّة قال: إنما أنا عائذ، ولم يكن يصلّي بصلاتهم، ولا يُفيض بإفاضتهم، كان يقف هو وأصحابُه ناحيةً، ثم يُفيض بهم وحدَه، ويصلّي بهم وحدَه، قال: فلما سار الحسين نحو مكة، قال:{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. فلما دخل مكة قال:{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}(١). (٣٤٢: ٥ - ٣٤٣)
[ذكر عزل الوليد عن المدينة وولاية عمرو بن سعيد]
وفي هذه السنة عَزل يزيدُ الوليد بن عُتبة عن المدينة، عزله في شهر رمضان، فأقرّ عليها عمرو بن سعيد الأشدق.
وفيها قَدِم عمرو بن سعيد بن العاص المدينةَ في رمضان، فزعم الواقديّ: أن ابن عمرَ لم يكن بالمدينة حين ورد نعيّ معاوية وبيعة يزيدَ على الوليد، وأنّ ابنَ الزّبير والحسين لما دُعِيا إلى البيعة ليزيد أبَيَا وخرجَا من ليلتهما إلى مكة، فلقيهما ابنُ عباس وابن عمر جائيَيْنِ من مكة، فسألاهما، ما وراءكما؟ قالا: موتُ معاوية والبَيعة ليزيد، فقال لهما ابن عمر: اتَّقيا الله، ولا تفرّقا جماعة المسلمين! وأما ابنُ عمر فقَدِم فأقام أيّامًا، فانتظر حتى جاءت البيعة من البُلدان، فتقدّم إلى الوليد بن عتبة فبايَعه، وبايَعه ابن عباس. (٥: ٣٤٣)
وفي هذه السنة وجّه عَمرو بن سعيد عَمرَو بن الزبير إلى أخيه عبدِ اللهِ بنِ الزبير لحربِه.
* ذكر الخبر عن ذلك:
ذكر محمد بن عمر: أن عَمرو بن سعيد بن العاص الأشدق قَدِم المدينة في رمضان سنة ستين فدخل عليه أهلُ المدينة، فدخلوا على رجل عظيم الكِبرَ مفوّه.
قال محمّد بن عمر: حدّثنا هشام بن سعيد، عن شيبة بن نصاح، قال: كانت