ذلك أحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد؛ فلم يزالوا به حتى صرفوه عمّا كان عليه من الرَّأي في نصرة المستعين.
* * *
وفي يوم الأضحى من هذه السنة صلّى بالناس المستعين صلاة الأضْحَى في الجزيرة التي بحذاء دار ابن طاهر، وركب وبين يديه عبيد الله بن عبد الله، معه الحربة التي لسليمان، وبيد الحسين بن إسماعيل حربة السلطان، وبُغا ووصيف يكنُفانه؛ ولم يركب محمد بن عبد الله بن طاهر، وصلى عبد الله بن إسحاق في الرُّصَافة.
* * *
[[ذكر بدء المفاوضة في أمر خلع المستعين]]
وفي يوم الخميس ركب محمد بن عبد الله إلى المستعين، وحضر؛ عدّة من الفقهاء والقضاة، فذُكِر أنه قال للمستعين: قد كنتَ فارقتَني على أن تنفِّذ في كل ما أعزم عليه؛ ولك عندي بخطّك رقعة بذلك، فقال المستعين: أحضِر الرُّقعة، فأحضرها؛ فإذا فيها ذكر الصلح؛ وليس فيها ذكر الخلْع، فقال: نعم، أنفذ الصلح، فقام الخَلنجيّ فقال: يا أمير المؤمنين؛ إنه يسألك أن تخلع قميصًا قَمَّصك به الله، وتكلّم عليّ بن يحيى المنجّم فأغلظ لمحمد بن عبد الله.
ثم ركب بعد ذلك محمد بن عبد الله - وذلك للنصف من ذي الحجة - إلى المستعين بالرّصافة، ثم انصرف ومعه وصيف وبُغا، فمضوْا جميعًا حتى صاروا إلى باب الشماسيّة، فوقف محمد بن عبد الله على دابّته، ومضى وصيف وبُغا إلى دار الحسن بن الأفشين، وانحدرت المبيّضة والغوغاء من السور، ولم يطلق لأحد فتح الأبواب، وقد كان خرج قبل ذلك جماعةٌ كثيرة إلى عسكر أبي أحمد، فاشتروا ما أرادوا، فلمّا خرج من ذكرنا إلى باب الشّماسية نودي في أصحاب أبي أحمد ألا يباع من أحد من أهل بغداد شيء، فمُنعوا من الشراء، وكان قد ضرب لمحمد بن عبد الله بباب الشَّماسيّة مضرب كبير أحمر؛ وكان مع ابن طاهر بندار الطبريّ وأبو السنا ونحو من مئتي فارس ومئتي راجل، وجاء أبو أحمد في