هذا بالنسبة للجراح بن عبد الله، وأما بالنسبة لغير الجراح فقد حصلت حادثة أخرى مشابهة ولكن في الغرب الإسلامي وبالتحديد في مصر وذلك في عهد عمر بن عبد العزيز يوم أن كان الوالي من قبله هو حيان بن شريح فلعلّ بعض الأخباريين قد خلط بين الروايتين بينما حدثت إحداهما في أقصى الشرق في خراسان والأخرى في مصر في الغرب من العاصمة دمشق وكلا الروايتين من مفاخر التاريخ الإسلامي أما الأولى فقد ذكرناها وأما الثانية فقد أخرج ابن سعد قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن: عن أبيه: أن حيان بن شريح عامل عمر بن عبد العزيز على مصر كتب إليه أن أهل الذمة قد أسرعوا في الإسلام وكسروا الجزية، فكتب إليه عمر أما بعد: فإن الله بعث محمدًا داعيًا ولم يبعثه جابيًا فإذا أتاك كتابي هذا فإن كان أهل الذمة أسرعوا في الإسلام وكسروا الجزية فاطو كتابك وأقبل. [الطبقات الكبرى (٥: ٣٨٤). ورجال هذا الإسناد ثقات، وهذا من مناقب عمر بن عبد العزيز وهذه الرواية تدل على أن الأمويين لم يأخذوا الجزية أو لم يعيدوها على من أسلموا وإنما خطر على بال الوالي على مصر أن يفعل ذلك ولكن استأذن الخليفة العادل في ذلك فلم يأذن له. والحمد لله على نعمة الإسناد.