قال: يكافئ الأكفاء، ويعادي الأعداء، وهو أمير يفعل ما يشاء، ويقدم إن وجد من يساعده. قال: عبد الرحمن بن نعيم، قال: ضعيف لين يحبّ العافية، وتأتي له، قال: الذي يحبّ العافية وتأتي له أحبّ إليّ، فولاه الصّلاة والحرب، وولّى عبد الرحمن القشيريّ، ثم أحد بني الأعور بن قشير الخراج، وكتب إلى أهل خراسان: إني استعملتُ عبد الرحمن على حربكم وعبد الرحمن بن عبد الله على خراجكم عن غير معرفة مني بهما ولا اختيار، إلا ما أخبرتُ عنهما؛ فإن كان على ما تحبّون فاحمدوا الله، وإن كانا على غير ذلك فاستعينوا بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله (١). (٦: ٥٦١).
قال عليّ: وحدّثنا أبو السريّ الأزديّ، عن إبراهيم الصائغ، أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عبد الرحمن بن نعيم:
أما بعدُ، فكن عبدًا ناصحًا لله في عباده، ولا يأخذك في الله لومة لائم؛ فإنّ الله أولى بك من الناس، وحقّه عليك أعظم، فلا تولِّين شيئًا من أمر المسلمين إلا المعروف بالنصيحة لهم والتوفير عليهم، وأداء الأمانة فيما استُرعِيَ، وإياك أن يكون ميلك ميلًا إلى غير الحقّ، فإنّ الله لا تخفى عليه خافية، ولا تذهبنّ عن الله مذهبًا؛ فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه.
قال عليّ: عن محمد الباهليّ وأبي نهيك بن زياد وغيرهما: إن عمر بن عبد العزيز بعث بعهد عبد الرحمن بن نُعيم على حرب خراسان وسجستان مع عبد الله بن صخر القرشيّ، فلم يزل عبد الرحمن بن نعيم على خراسان حتى مات عمر بن عبد العزيز، وبعد ذلك حتى قُتل يزيد بن المهلّب، ووجّه مسلمة سعيدَ بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم، فكانت ولايته أكثر من سنة ونصف، وليها في شهر رمضان من سنة مئة، وعزل سنة اثنتين ومئة، بعد ما قتل يزيد بن المهلب.
قال عليّ: كانت ولاية عبد الرحمن بن نعيم خراسان ستّة عشر شهرًا. (٦: ٥٦١ - ٥٦٢).
(١) أما المدائني فصدوق وقد رواه عن شيخين. أحدهما: الإمام الحجة المحدث ابن المبارك.