للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما هشام بن محمَّد الكلبيّ فإنَّه قال في سنّ يزيدَ خلافَ الذي ذكره الزهريّ؛ والذي قال هشام في ذلك - فيما حُدِّثنا عنه -: استُخلف أبو خالد يزيد بن معاوية بن أبي سُفيان وهو ابن اثنتين وثلاثين سنةً وأشهر في هلال رجب سنة ستين، وولي سنتين وثمانية أشهر، وتوفي لأربع عشرةَ ليلةً خلت من ربيع الأوّل سنة ثلاثٍ وستين وهو ابن خمسن وثلاثين، وأمّه مَيْسون بنت بَحْدل بن أنيف بن وَلْجة بن قُنافةَ بن عديّ بن زهير بن حارثة الكلبيّ. (٥: ٤٩٩).

[خلافة معاوية بن يزيد]

فحدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدّثنا عبد العزيز بن خالد بن رُسْتم الصنعانيّ أبو محمَّد، قال: حدّثنا زياد بن جيل، قال: بينا حُصَين بن نمير يقاتل ابنَ الزبير؛ إذْ جاء موت يزيد؛ فصاح بهم ابن الزبير، فقال: إنَّ طاغِيتَكم قد هلك، فمن شاء منكم أن يدخلَ فيما دخل فيه الناس فلْيفعلْ، فمن كَرِه فليلْحقْ بشأمه، فغَدَوْا عليه يقاتلونه.

قال: فقال ابن الزبير للحصين بن نُمَير: اُدنُ مني أحدّثْك، فدنا منه فحدّثه، فجعل فرسُ أحدهما يجْفِل - والجَفل: الرَّوْث - فجاء حَمام الحَرَم يلتقط من الجَفْل، فكفّ الحصين فرسَه عنهنّ، فقال له ابن الزبير: ما لَك؟ قال: أخاف أن يَقتُل فرسي حَمامَ الحرَم؛ فقال له ابن الزبير: أتتحَرَّجُ من هذا وتريد أن تَقتُل المسلمين! فقال له: لا أقاتلك؛ فائْذَنْ لنا نَطفْ بالبيت، وننصرف عنك، ففعل فانصرفوا. (٥: ٥٠١).

وأما عوانة بن الحكَم فإنَّه قال - فيما ذكر هشام، عنه - قال: لما بلغ ابنَ الزبير موتُ يزيد، وأهل الشام لا يعلمون بذلك، قد حصروه حصارًا شديدًا وضيّقوا عليه - أخذ يناديهم هو وأهل مكّة: علامَ تقاتلون؟ قد هلك طاغيِتُكم؛ وأخذوا لا يصدّقونه حتى قدم ثابت بن قيس بن المُنْقَع النخَعيّ من أهل الكوفة في رؤوس أهل العراق، فمرّ بالحصين بن نمير - وكان له صديقًا، وكان بينهما صِهْر، وكان يراه عند معاوية، فكان يعرف فضلَه وإسلامَه وشرفَه - فسأل عن الخبر، فأخبره بهلاك يزيدَ، فبعث الحصين بن نُمَير إلى عبد الله بن الزبير، فقال: موعدُ ما بيننا وبينك الليلةَ الأبطحُ، فالتقيا، فقال له الحصين: إن يكُ هذا الرجل قد

<<  <  ج: ص:  >  >>