للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقاتل حتى تموت؛ فإنّ الفرار قبيح بمثلك، وقبلُ عبتَه على مَرْوان، فقلتَ: قبح الله مَرْوان! جزع من الموت ففرّ! قال: فإني آتي العراق، قال: فأنا معك، فانهزموا وتركوا عسكرهم، فاحتواه أبو مسلم، وكتب بذلك إلى أبي جعفر، فأرسل أبو جعفر أبا الخصيب مولاه يُحصِي ما أصابوا في عسكر عبد الله بن عليّ، فغضب من ذلك أبو مسلم، ومضى عبد الله بن عليّ وعبد الصمد بن علي، فأما عبد الصمد فقدم الكوفة فاستأمن له عيسى بن موسى فآمنه أبو جعفر، وأما عبد الله بن عليّ فأتى سليمانَ بن عليّ بالبصرة، فأقام عنده، وآمن أبو مسلم الناسَ فلم يقتل أحدًا، وأمر بالكفّ عنهم (١).

[ذكر خبر قتل أبي مسلم الخراسانيّ]

وفي هذه السنة قُتل أبو مسلم.

* ذكر الخبر عن مقتله وعن سبب ذلك:

حدّثني أحمد بن زهير، قال: حدَّثنا عليّ بن محمد، قال: حدَّثنا سلمة بن محارب ومسلم بن المغيرة وسعيد بن أوس وأبو حفص الأزديّ والنعمان أبو السريّ ومحرز بن إبراهيم وغيرهم، أن أبا مسلم كتب إلى أبي العباس يستأذنه في الحجّ -وذلك في سنة ست وثلاثين ومئة- وإنما أراد أن يصلي بالناس.

فأذن له، وكتب أبو العباس إلى أبي جعفر وهو على الجزيرة وأرمينيةَ وأذْرَبيجان: إن أبا مسلم كتب إليّ يستأذن في الحجّ وقد أذنتُ له؛ وقد ظننتُ أنه إذا قدم يريد أن يسألني أن أولِّيهُ إقامة الحجّ للناس، فاكتب إليّ تستأذنني في الحج؛ فإنك إذا كنتَ بمكة لم يطمع أن يتقدّمك، فكتب أبو جعفر إلى


(١) انظر تعليقنا الآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>