للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كانت وفاة بشر بن الحارث الحافي في شهر ربيع الأول وأصله من مرْو (١).

* * *

[ذكر الخبر عن وفاة المعتصم والعلّة التي مات بها]

وفيها كانت وفاة المعتصم وذلك - فيما ذكر - يوم الخميس، فقال بعضهم: لثماني عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول لساعتين مضتَا من النهار (٢).

* ذكر الخبر عن العلة التي كانت منها وفاته وقَدْر مدَّة عمره وصفته:

ذُكر أن بدء علّته أنه احتجم أوّل يوم من المحرم، واعتلّ عندها، فذكر عن محمد بن أحمد بن رشيد عن زُنَام الزامر، قال: قد وجد المعتصم في علته التي توفي فيها إفاقة؛ فقال: هيّئوا إلى الزلال لأركب، فركب وركبت معه، فمرّ في دِجْلة بإزاء منازله، فقال: يا زنام، ازمر لي:

يا منزلًا لم تَبْلَ أَطلاله ... حاشى لأَطلالك أَن تَبْلَى

لم أَبكِ أَطلالك لكني ... بَكيْتُ عَيْشي فيك إذ وَلَّى

والعيش أوْلى ما بكاه الفَتى ... لابدّ للمحزون أَن يَسْلَى

قال: فما زلتُ أزمر هذا الصوت حتى دعا برطليّة، فشرب منها قدحًا وجعلت أزمر وأكررّه؛ وقد تناول منديلًا بين يديه؛ فما زال يبكي ويمسح دموعَه فيه وينتحب؛ حتى رجع إلى منزله، ولم يستتم شرب الرطليّة.

وذكر عن عليّ بن الجعدانة، قال: لما احتُضر المعتصم جعل يقول: ذهبت الحيل ليست حيلة، حتى أُصْمِتَ.


(١) وكذلك قال ابن قتيبة الدينوي: وفي هذا الشهر (أي شهر ربيع الأول) توفي بشر بن الحارث الزاهد [المعارف/ ٢٠٠] وكذلك قال ابن الجوزي في المنتظم (١١/ ١٢٢).
(٢) وقال خليفة بن خياط: وفيها مات المعتصم بالله أمير المؤمنين يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين وبويع الواثق هارون بن أمير المؤمنين [تأريخ خليفة/ ٣١٧]، وأخرج الخطيب البغدادي عن ابن أبي الدنيا ( ... : ومات المعتصم بسرّ من رأى يوم الخميس لتسع عشرة خلت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين [تأريخ بغداد/ تر ١٤٥١].

<<  <  ج: ص:  >  >>