للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشتر وأصحابه في قتل عُبيد الله بن زياد:

أتَاكمْ غلامٌ من عَرَانِينِ مذْحِجٍ ... جريٌّ على الأَعداءَ غَيرُ نكُولِ

فيَا بْنَ زِيَادٍ بؤْ بأَعْظم مَالكٍ ... وذُقْ حَدّ ماضي الشَّفْرَتَيْن صَقِيلِ

ضَرَبْناك بالعَضْب الحُسَام بحِدَّةٍ ... إِذَا ما أَبأْنَا قاتِلًا بِقَتِيل

جزى الله خيْرًا شُرْطَة الله إِنَّهُمْ ... شَفَوْا مِنْ عُبَيْد الله أَمْسِ غَلِيلي (١) (٦/ ٩١ - ٩٢)

[ذكر الخبر عن عزل القباع عن البصرة]

وفي هذه السنة عزل عبدُ الله بن الزبير القُباعَ عن البصرة، وبعث عليها أخاه مصعبَ بن الزبير؛ فحدّثني عمرُ بن شَبَّة، قال: حدّثني عليّ بن محمَّد، قال: حدّثنا الشَّعبيّ، قال: حدّثني وافد بن أبي ياسر، قال: كان عمرو بن سرح مولَى الزبير يأتينا فيحدّثنا، قال: كنتُ والله في الرّهط الَّذين قَدِموا مع المصعب بن الزّبير من مكَّة إلى البَصْرة، قال: فقدم متلثِّمًا حتَّى أناخ على باب المسجد، ثمّ دخل فصَعِد المنبر، فقال الناسُ: أمير أمير، قال: وجاء الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة - وهو أميرها قبله - فسفَر المصعب فعرفوه، وقالوا: مصعب بن الزبير! فقال: للحارث: اظهر اظهَرْ، فصعِد حتّى جلس تحته من المنبر درجة؛ قال: ثمّ قام المصعب فحَمِد الله وأثنَى عليه، قال: فوالله ما أكثر الكلام، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيمِ: {طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى} إلى قوله: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} - وأشار بيده نحو الشام - {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} - وأشار بيده نحو الحجاز - {وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} - وأشار بيده نحو الشام (٢). (٦/ ٩٣).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) بين المدائني والشعبي انقطاع فالمدائني ولد بعد وفاة الشعبي بثلاثة عقود أو أقل بقليل، ولم نجد لوافد بن أبي ياسر ترجمة.
وفي متنه نكارة فلم يكن مصعب بهذه الدرجة من الجهل (حاشاه) حتى يجعل أمراء بني أمية (مروان وابنه عبد الملك بمنزلة فرعون وهامان).

<<  <  ج: ص:  >  >>