للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمبلغ الذي أقرَّ به لمعاوية، ودسَّ الكتب مع رسوله، وأمره أن يعرض لبعض من يُبْلغ ذلك معاوية، فتعرَّض رسولُه حتى انتشر ذلك، وأخذ فأتيَ به معاوية، فقال معاوية لزياد: لئن لم تكن مكرتَ بي إنَّ هذه الكتب من حاجتي. فقرأها، فإذا هي بمثلِ ما أقرَّ به؛ فقال معاوية: أخاف أن تكون قد مكرتَ بي، فصالحْني على ما شئت، فصالَحه على شيء مما ذكره أنه عنده. فحمله، وقال زياد: يا أميرَ المؤمنين! قد كان لي مال قبل الولاية، فوددتُ أنَّ ذلك المالَ بقيَ، وذهب ما أخذت من الولاية. ثم سأل زياد معاوية أن يأذن له في نزول الكوفة فأذن له، فشَخَص إلى الكوفة، فكان المغيرة يكرمه ويعظِّمه، فكتب معاوية إلى المغيرة: خذ زيادًا وسليمانَ بن صُرَد وحُجْرَ بنَ عديِّ وشَبَث بن رِبْعيّ وابن الكوَّاء، وعَمرو بن الحَمقِ بالصلاة في الجماعة؛ فكانوا يَحضُرون معه في الصلاة (١).

حدَّثني عمر بن شبَّة، قال: حدَّثنا عليُّ عن سليمان بن أرقم، قال: بلغني أنَّ زيادًا قدم الكوفة، فحضرتِ الصلاة، فقال له المغيرة: تقدَّم فصلِّ؛ فقال: لا أفعل، أنت أحقُّ منِّي بالصَّلاة في سلطانك. قال: ودخل عليه زياد وعند المغيرة أمّ أيوبَ بنتَ عُمَارة بن عقبة بن أبي مُعيط، فأجلسَها بين يديه، وقال: لا تستترِي من أبي المغيرة، فلما مات المغيرة تزوَّجها زياد وهي حَدَثة، فكان زياد يأمر بفيل كان عنده، فيُوقَف، فتَنظر إليه أمّ أيوب، فسمِّيَ بابَ الفيل (٢). (٥: ١٧٩/ ١٨٠).

وحجّ بالناس في هذه السنة عَنْبسة بن أبي سُفْيان، كذلك حدّثني أحمد بن ثابت عمّن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر (٣). (٥: ١٨٠).

ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين ذكر الخبر عمَّا كان فيها من الأحداث

فمن ذلك غَزْوة بُسر بن أبي أرطاةَ الرّوم، ومشتاه بأرضهم حتى بلغ


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده مرسل ضعيف لضعف سليمان بن أرقم.
(٣) إسناده ضعيف وكذلك قال خليفة بن خياط (تأريخ خليفة/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>