للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنهم ظنّوا أنه يأتي بلدًا قد استقامت له طاعةُ أهله، فكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون عَلَام يقدمون، وقد علم أنَّهم إذا بَيَّنَ لهم لم يصحبه إلا من يريد مواساته والموتَ معه، قال: فلما كان من السَّحَر أمر فتيانَه فاستقَوْا الماء وأكثَروا، ثم سار حتى مرَّ ببطْنِ العَقَبة، فنزَل بها. (٥: ٣٩٨ - ٣٩٩).

قال أبو مخنف: فحدّثني لَوْذان أحدُ بني عكْرمة: أنّ أحدَ عمومته سأل الحسين عليه السلام أين تريد؟ فحدَّثه، فقال له: إنّي أنشدُك الله لمّا انصرفت، فوالله لا تقدم إلا على الأسنَّة وحدّ السيوف، فإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوْك مؤنة القتال، ووطَّؤوا لك الأشياء فقدمتَ عليهم كان ذلك رأيًا، فأمّا على هذا الحال التي تذكرها فإنّي لا أرى لك أن تفعل، قال: فقال له: يا عبدَ الله! إنه ليس يخفى عليّ، الرأيُ ما رأيتَ، ولكنّ الله لا يُغلَب على أمره؛ ثم ارتحل منها. (٣٩٩: ٥) (١).

ونَزَع يزيدُ بن معاوية في هذه السنة الوليدَ بن عتبة عن مكة، وولّاها عمرو بن سعيد بن العاص، وذلك في شهر رمضانَ منها، فحجّ بالناس عمرو بن سعيد في هذه السنة؛ حدّثني بذلك أحمد بن ثابت، عمّن ذكره، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

وكان عامله على مكة والمدينة في هذه السنة بعدما عزل الوليد بن عُتبة عمرو بن سعيد، وعلى الكوفة والبصرة وأعمالها عبيد الله بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شُرَيح بن الحارث، وعلى قضاء البصرة هشام بن هُبَيرة. (٥: ٣٩٩).

[ثم دخلت سنة إحدى وستين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

[فمن ذلك مقتل الحسين رضوان الله عليه]

حُدّثت عن هشام، عن أبي مخنف، قال: حدّثني أبو جناب عن عدّي بن حرملة، عن عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعلّ الأسديّين قالا: أقبل الحسين عليه السلام حتى نزل شَراف، فلما كان في السَّحَر أمر فتيانَه فاستَقَوْا من


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>