للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر الخبر عن حج إيتاخ وسببه]]

وحجّ في هذه السنة إيتاخ، وكان والي مكة والمدينة والموسم، ودُعِي له على المنابر (١).

[* ذكر الخبر عن سبب حجه في هذه السنة]

ذُكر أن إيتاخ كان غلامًا خَزَريًّا لسلام الأبرش طباخًا، فاشتراه منه المعتصم في سنة تسع وتسعين ومائة، وكان لإيتاخ رُجْلة وبأس، فرفعه المعتصم ومنْ بعده؛ حتى ضمّ إليه من أعمال السلطان أعمالًا كثيرة، وولاه المعتصم معونة سامراء مع إسحاق بن إبراهيم؛ وكان مِنْ قِبَله رجل، ومن قبَل إسحاق رجل؛ وكان مَنْ أراد المعتصم أو الواثق قتله فعند إيتاخ يُقتل، وبيدهُ يحبْس؛ منهم محمد بن عبد الملك الزيات، وأولاد المأمون من سندس، وصالح بن عُجيف وغيرهم؛ فلمَّا ولِيَ المتوكل كان إيتاخ في مرتبته، إليه الجيش والمغاربة والأتراك والموالي والبريد والحجابة ودار الخلافة؛ فخرج المتوكل بعد ما استوتْ له الخلافة متنزِّها إلى ناحية القَاطُول، فشرب ليلة، فعربَد على إيتاخ فهمّ إيتاخ بقتله؛ فلما أصبح المتوكل قيل له، فاعتذر إليه والتزمه، وقال له: أنت أبي وربَّيْتَني، فلما صار المتوكل إلى سامراء دسَّ إليه مَنْ يشير عليه بالاستئذان للحجّ، ففعل وأذِن له، وصيَّره أمير كلِّ بلدة يدخلها، وخلع عليه، وركب جميع القوَّاد معه، وخرج معه من الشاكرّية والقوّاد والغلمان سوى غلمانه وحَشمه بشر كثير؛ فحين خرج صُيِّرت الحجابة إلى وصيف، وذلك يوم السبت لاثنتَي عشرة ليلة بقيت من ذي القعد". (٢).

وقد قيل إن هذه القصة من أمر إيتاخ كانت في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وإن


(١) أيّد البسوي أصل هذا الخبر فقال [٨/ ١٨٩]: حجّ في هذه السنة إيتاخ وصدر وذهب أثره إلى اليوم [المعرفة ١/ ٧٣]، وأما التفاصيل التالية التي ذكرها الطبري فلم نجد لها تأييدًا والله أعلم.
(٢) هذه التفاصيل انفرد بها الطبري دون غيره من الأخباريين والمؤرخين المتقدمين الثقات.
وذكرها الطبري بلا إسناد (ذكر) ومثل هذه التفاصيل لا تصح بهذه الطريقة من الرواية ولو أيّده فيها أحد من المؤرخين المتقدمين الثقات ولو بغير إسنادٍ لتغيّرت المسألة وجُلُّ هذه التفاصيل لا تصح والله تعالى أعلم سوى أمر واحد أيده البسوي وهو أصل الخبر: كما ذكرنا آنفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>