للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية وكتاب يزيد بالقَفْل فَقفَلْنا، فلم تَعْمُرْ بعد ذلك وخَرِبت، وأمِن الروم (١). (٥: ٢٩٣).

[ذكر عزل سعيد بن العاص عن المدينة واستعمال مروان]

وفيها عَزَل معاويةُ سعيدَ بن العاص عن المدينة، واستَعملَ عليها مَرْوانَ بنَ الحكم.

ذكر سبب عزل معاوية سعيدًا واستعمال مَرْوان:

حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ بن محمد عن جُويرة بن أسماء، عن أشياخه: أنّ معاوية كان يُغرِي بين مرْوان وسعيد بن العاص، فكتب إلى سعيد بن العاص وهو على المدينة: اهدم دارَ مَرْوان؛ فلم يَهدِمها، فأعاد عليه الكتابَ بهدمها، فلم يَفعل، فعزَلَه وولَّى مروان.

عاد الحديث إلى حديث عمر عن عليّ بن محمد، قال: فلما ولّى مَرْوان كتب إليه: اهدِم دارَ سعيد، فأرسل الفَعَلة، ورَكِب ليهدمَها، فقال له سعيد: يا أبا عبد الملك، أتهدم دارِي! قال: نعم، كتب إليّ أميرُ المؤمنين، ولو كتب في هدم داري لفعلتَ؛ قال: ما كنتُ لأفعلَ؛ قال: بلى، واللهِ لو كتب إليك لهدمتَها، قال: كلّا أبا عبد الملك. وقال لغلامه: انطلق فجئني بكتاب معاوية؛ فجاء بكتاب معاوية إلى سعيد بن العاص في هدم دار مَروانَ بن الحكم، قال: مَروانُ كَتبَ إليك يا أبا عثمان في هدم داري، فلم تَهْدم ولم تُعلمني. قال:

ما كنتُ لأهدمَ دارَك، ولا أمُنَّ، عليك؛ وإنما أراد معاوية أن يحرّض بيننا، فقال مَرْوان: فِداك أبي وأمّي! أنت والله أكثرُ منا ريشًا وعَقبًا. ورجع مروانُ ولم يَهدِم دارَ سعيد (٢). (٥: ٢٦٣/ ٢٩٤/ ٢٩٥).

وأما محمد بن عمر؛ فإنه ذكرة أنّ معاوية كتب إلى سعيد بن العاص يأمره بقبض أموالِ مروانَ كلّها فيجعلَها صافيةً، ويقبضَ فدَكَ منه- وكان وهبها له، فراجَعَه سعيد بن العاص في ذلك، وقال: قرابتُه قريبة. فكتب إليه ثانية يأمره


(١) ضعيف والواقدي متروك.
(٢) في إسناده من لم يُسَمَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>