للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ كتب إلى الحجّاج بما فتح الله عليه من بلاد العدوّ، وبما صنع الله للمسلمين، وبهذا الرأي الذي رآه لهم. (٦/ ٣٢٨ - ٣٢٩).

وأما غيرُ يونس بن إسحاق وِغيرُ من ذكرت الرواية عنه في أمر ابن الأشعث فإنَّه قال في سبب ولايته سجستانَ ومسيره إلى بلاد رُتْبيل غير الذي رويت عن أبي مخنَف، وزَعم أَن السبب في ذلك كان أن الحجاج وجّه هميان بن عديّ السدوسيّ إلى كرمانَ، مَسلَحة لها ليمد عاملَ سجستانَ والسِّند إن احتاجا إلى مَدَد، فعصى هِمْيان ومن معه، فوجّه الحجاج ابن الأشعث في محاربته فهزمه، وأقام بموضعه (١). (٦/ ٣٢٩).

ومات عُبيد الله بن أبي بَكْرة، وكان عاملًا على سِجستان، فكتب الحجاج عهدَ ابن الأشعث عليها، وجهَّز إليها جيشًا أنفق عليهم ألفَي ألف سوى أعطياتهم، كان يُدعى جيش الطواويس، وأمره بالإقدام على رُتْبيل (٦/ ٣٢٩).

ثمَّ دخلت سنة إحدى وثمانين ذكر ما كان فيها من الأحداث

ذكر الخبر عن مقتل بَحِير بن ورقاءَ بخراسان

وفي هذه السنة قُتل بحير بن ورقاء الصُّريميّ بخُراسان.

ذكر الْخبر عن مقتله:

وكان سببُ قتله أنّ بَحيرًا كان هو الذي تولى قَتل بُكَير بن وشاح بأمرِ أمية بن عبد الله إياه بذلك، فقال عثمان بنُ رجاء بن جابر بن شدّاد أحدُ بني عَوف بن سعد من الأبناء يحضّ رجلًا من الأبْناء من آل بُكَير بالوِتْر:

لعَمْري لَقَدْ أَغْضَيْتَ عَيْنًا عَلَى القَذَى ... وبِتَّ بَطِينًا من رَحِيقٍ مُرَوَّقِ

وخَلَّيْتَ ثَأرًا طُلَّ واختَرتَ نَوْمةً ... ومَن شرب الصَّهْبَاءَ بالوِتْرِ يُسْبَقِ

فلو كنْتَ مِنْ عوْفِ بن سعدٍ ذُؤابَةً ... ترَكْتَ بَحِيرًا في دَم مُتَرَقرِقِ

فقل لبَحِيرٍ نَمْ ولا تخشَ ثائرًا ... بعَوفٍ فعوفٌ أهلُ شاةٍ حَبَلَّقِ


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>